دعاء زكريا عليه السلام طالباً من الله الولد، وتبشيره بيحيى
إيتاء يحيى عليه السلام التوراة والحكمة
حمل السيدة مريم بعيسى عليه السلام
ولادة عيسى عليه السلام
نبوة عيسى وكلامه في المهد وهو طفل
اختلاف النصارى في شأن عيسى عليه السلام
مناقشة إبراهيم عليه السلام أبيه في عبادة الأصنام
قصة موسى عليه السلام
قصة إسماعيل وإدريس عليهما السلام
من صفات الأنبياء: خشية الله والسجود له
تنزيل الوحي يكون بأمر الله عز وجل
من شبه المشركين إنكار البعث
من شبههم أيضاً مباهاتهم بحسن حالهم في الدنيا
قصة العاص بن وائل وجحوده بآيات ربه
اتخاذ الكفار الأصنام آلهة ليعزوا بهم من دون الله
الرد على من نسب الولد إلى الله
محبة المؤمنين وإهلاك المعاندين
بَين يَدَي السُّورَة
* سورة مريم مكية، وغرضها تقرير التوحيد، وتنزيه الله جل وعلا عما لا يليق به، وتثبيت عقيدة الإِيمان بالبعث والجزاء، ومحورُ هذه السورة يدور حول التوحيد، والإِيمان بوجود الله ووحدانيته، وبيان منهج المهتدين، ومنهج الضالين.
* عرضت السورة الكريمة لقصص بعض الأنبياء مبتدئةً بقصة نبي الله "زكريا" وولده "يحيى" الذي وهبه على الكبر من امرأةٍ عاقر لا تلد، ولكنَّ الله قادرٌ على كل شيء، يسمع دعاء المكروب، ويستجيب لنداء الملهوف، ولذلك استجاب الله دعاءه ورزقه الغلام النبيه.
* وعرضت السورة لقصة أعجب وأغرب، تلك هي قصة "مريم العذراء" وإِنجابها لطفلٍ من غير أب، وقد شاءت الحكمة الإِلهية أن تبرز تلك المعجزة الخارقة بميلاد عيسى من أم بلا أب، لتظل آثار القدرة الربانية ماثلةً أمام الأبصار، بعظمة الواحد القهار.
* وتحدثت كذلك عن قصة إبراهيم مع أبيه، ثم ذكرت بالثناء والتبجيل رسل الله الكرام : "إسحاق، يعقوب، موسى، هارون، إسماعيل، إدريس، نوحاً" وقد استغرق الحديث عن هؤلاء الرسل الكرام حوالي ثلثي السورة، والمقصد من ذلك إثبات "وحدة الرسالة" وأنَّ الرسل جميعاً جاءوا لدعوة الناس إلى توحيد الله، ونبذ الشرك والأوثان.
* وتحدثت السورة عن بعض مشاهد القيامة، وعن أهوال ذلك اليوم الرهيب، حيث يجثو فيه الكفرة المجرمون حول جهنم ليقذفوا فيها، ويكونوا وقوداً لها.
* وختمت السورة الكريمة بتنزيه الله عن الولد، والشريك، والنظير، وردَّت على ضلالات المشركين بأنصع بيان، وأقوى برهان.
التسـمِيـــة:
سميت "سورة مريم" تخليداً لتلك المعجزة الباهرة، في خلق إنسانٍ بلا أب، ثم إِنطاق الله للوليد وهو طفل في المهد، وما جرى من أحداث غريبة رافقت ميلاد عيسى عليه السلام.
* دعاء زكريا عليه السلام طالباً من الله الولد، وتبشيره بيحيى
{كهيعص(1)ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا(2)إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا(3)قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا(4)وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتْ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا(5)يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا(6) يَازَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا(7)قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكَانَتْ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنْ الْكِبَرِ عِتِيًّا(قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُنْ شَيْئًا(9)قَالَ رَبِّ اجْعَل لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا(10)فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنْ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا(11)}
{كهيعص} حروفٌ مقطعة للتنبيه على إعجاز القرآن وتقرأ: "كافْ، هَا، يَا، عَيْن، صَادْ" {ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا} أي هذا ذكرُ رحمةِ ربِّك لعبدِهِ زكريا نقصُّه عليك يا محمد {إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا} أي حين ناجى ربه ودعاه بصوت خفي لا يكاد يسمع، قال المفسرون: لأن الإِخفاء في الدعاء أدخلُ في الإِخلاص وأبعدُ من الرياء {قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي} أي دعا في ضراعة فقال يا رب: لقد ضعف عظمي، وذهبتْ قوتي من الكِبر {وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا} أي انتشر الشيب في رأسي انتشار النار في الهشيم {وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا} أي لم تخيّب دعائي في وقت من الأوقات بل عودتني الإِحسان والجميل فاستجب دعائي الآن كما كنت تستجيبه فيما مضى، قال البيضاوي: هذا توسلٌ بما سلف له من الاستجابة، وأنه تعالى عوَّده بالإِجابة وأطمعه فيها، ومن حقّ الكريم أن لا يخيِّب من أطمعه {وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي} أي خفت بني العم والعشيرة من بعد موتي أن يضيّعوا الدين ولا يُحسنوا وراثة العلم والنبوة {وَكَانَتْ امْرَأَتِي عَاقِرًا} أي لا تلد لكبر سنها أو لم تلدْ قطُّ {فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا} أي فارزقني من محض فضلك ولداً صالحاً يتولاني {يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ} أي يرثني ويرث أجداده في العلم والنبوة، قال البيضاوي: المراد وراثة الشرع والعلم فإِن الأنبياء لا يُوَرِّثون المال {وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا} أي اجعله يا رب مرضياً عندك، قال الرازي: قدَّم زكريا عليه السلام على طلب الولد أموراً ثلاثة: أحدها: كونه ضعيفاً، والثاني: أن الله ما ردَّ دعاءه البتة، والثالث: كون المطلوب بالدعاء سبباً للمنفعة في الدين ثم صرَّح بسؤال الولد وذلك مما يزيد الدعاء توكيداً لما فيه من الاعتماد على حول الله وقوته والتبري عن الأسباب الظاهرة {يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى} أي نبشرك بواسطة الملائكة بغلامٍ يسمى يحيى كما في آل عمران {فنادته الملائكة وهو قائمٌ يصلي في المحراب أنَّ الله يبشرك بيحيى} { لمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا} أي لم يسمَّ أحدٌ قبله بيحيى فهو اسم فذٌّ غير مسبوق سمّاه تعالى به ولم يترك تسميته لوالديه، وقال مجاهد: ليس له شبيه في الفضل والكمال {قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ} أي كيف يكون لي غلام؟ وهو استفهام تعجب وسرور بالأمر العجيب {وَكَانَتْ امْرَأَتِي عَاقِرًا} أي والحال أن امرأتي كبيرة السن لم تلد في شبابها فكيف وهي الآن عجوز!! {وَقَدْ بَلَغْتُ مِنْ الْكِبَرِ عِتِيًّا} أي بلغتُ في الكبر والشيخوخة نهاية العمر قال المفسرون: كان قد بلغ مئةً وعشرين سنة، وامرأتُه ثمانٍ وتسعين سنة، فأراد أن يطمئنَّ ويعرف الوسيلة التي يرزقه بها هذا الغلام {قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ
إيتاء يحيى عليه السلام التوراة والحكمة
حمل السيدة مريم بعيسى عليه السلام
ولادة عيسى عليه السلام
نبوة عيسى وكلامه في المهد وهو طفل
اختلاف النصارى في شأن عيسى عليه السلام
مناقشة إبراهيم عليه السلام أبيه في عبادة الأصنام
قصة موسى عليه السلام
قصة إسماعيل وإدريس عليهما السلام
من صفات الأنبياء: خشية الله والسجود له
تنزيل الوحي يكون بأمر الله عز وجل
من شبه المشركين إنكار البعث
من شبههم أيضاً مباهاتهم بحسن حالهم في الدنيا
قصة العاص بن وائل وجحوده بآيات ربه
اتخاذ الكفار الأصنام آلهة ليعزوا بهم من دون الله
الرد على من نسب الولد إلى الله
محبة المؤمنين وإهلاك المعاندين
بَين يَدَي السُّورَة
* سورة مريم مكية، وغرضها تقرير التوحيد، وتنزيه الله جل وعلا عما لا يليق به، وتثبيت عقيدة الإِيمان بالبعث والجزاء، ومحورُ هذه السورة يدور حول التوحيد، والإِيمان بوجود الله ووحدانيته، وبيان منهج المهتدين، ومنهج الضالين.
* عرضت السورة الكريمة لقصص بعض الأنبياء مبتدئةً بقصة نبي الله "زكريا" وولده "يحيى" الذي وهبه على الكبر من امرأةٍ عاقر لا تلد، ولكنَّ الله قادرٌ على كل شيء، يسمع دعاء المكروب، ويستجيب لنداء الملهوف، ولذلك استجاب الله دعاءه ورزقه الغلام النبيه.
* وعرضت السورة لقصة أعجب وأغرب، تلك هي قصة "مريم العذراء" وإِنجابها لطفلٍ من غير أب، وقد شاءت الحكمة الإِلهية أن تبرز تلك المعجزة الخارقة بميلاد عيسى من أم بلا أب، لتظل آثار القدرة الربانية ماثلةً أمام الأبصار، بعظمة الواحد القهار.
* وتحدثت كذلك عن قصة إبراهيم مع أبيه، ثم ذكرت بالثناء والتبجيل رسل الله الكرام : "إسحاق، يعقوب، موسى، هارون، إسماعيل، إدريس، نوحاً" وقد استغرق الحديث عن هؤلاء الرسل الكرام حوالي ثلثي السورة، والمقصد من ذلك إثبات "وحدة الرسالة" وأنَّ الرسل جميعاً جاءوا لدعوة الناس إلى توحيد الله، ونبذ الشرك والأوثان.
* وتحدثت السورة عن بعض مشاهد القيامة، وعن أهوال ذلك اليوم الرهيب، حيث يجثو فيه الكفرة المجرمون حول جهنم ليقذفوا فيها، ويكونوا وقوداً لها.
* وختمت السورة الكريمة بتنزيه الله عن الولد، والشريك، والنظير، وردَّت على ضلالات المشركين بأنصع بيان، وأقوى برهان.
التسـمِيـــة:
سميت "سورة مريم" تخليداً لتلك المعجزة الباهرة، في خلق إنسانٍ بلا أب، ثم إِنطاق الله للوليد وهو طفل في المهد، وما جرى من أحداث غريبة رافقت ميلاد عيسى عليه السلام.
* دعاء زكريا عليه السلام طالباً من الله الولد، وتبشيره بيحيى
{كهيعص(1)ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا(2)إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا(3)قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا(4)وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتْ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا(5)يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا(6) يَازَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا(7)قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكَانَتْ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنْ الْكِبَرِ عِتِيًّا(قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُنْ شَيْئًا(9)قَالَ رَبِّ اجْعَل لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا(10)فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنْ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا(11)}
{كهيعص} حروفٌ مقطعة للتنبيه على إعجاز القرآن وتقرأ: "كافْ، هَا، يَا، عَيْن، صَادْ" {ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا} أي هذا ذكرُ رحمةِ ربِّك لعبدِهِ زكريا نقصُّه عليك يا محمد {إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا} أي حين ناجى ربه ودعاه بصوت خفي لا يكاد يسمع، قال المفسرون: لأن الإِخفاء في الدعاء أدخلُ في الإِخلاص وأبعدُ من الرياء {قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي} أي دعا في ضراعة فقال يا رب: لقد ضعف عظمي، وذهبتْ قوتي من الكِبر {وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا} أي انتشر الشيب في رأسي انتشار النار في الهشيم {وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا} أي لم تخيّب دعائي في وقت من الأوقات بل عودتني الإِحسان والجميل فاستجب دعائي الآن كما كنت تستجيبه فيما مضى، قال البيضاوي: هذا توسلٌ بما سلف له من الاستجابة، وأنه تعالى عوَّده بالإِجابة وأطمعه فيها، ومن حقّ الكريم أن لا يخيِّب من أطمعه {وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي} أي خفت بني العم والعشيرة من بعد موتي أن يضيّعوا الدين ولا يُحسنوا وراثة العلم والنبوة {وَكَانَتْ امْرَأَتِي عَاقِرًا} أي لا تلد لكبر سنها أو لم تلدْ قطُّ {فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا} أي فارزقني من محض فضلك ولداً صالحاً يتولاني {يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ} أي يرثني ويرث أجداده في العلم والنبوة، قال البيضاوي: المراد وراثة الشرع والعلم فإِن الأنبياء لا يُوَرِّثون المال {وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا} أي اجعله يا رب مرضياً عندك، قال الرازي: قدَّم زكريا عليه السلام على طلب الولد أموراً ثلاثة: أحدها: كونه ضعيفاً، والثاني: أن الله ما ردَّ دعاءه البتة، والثالث: كون المطلوب بالدعاء سبباً للمنفعة في الدين ثم صرَّح بسؤال الولد وذلك مما يزيد الدعاء توكيداً لما فيه من الاعتماد على حول الله وقوته والتبري عن الأسباب الظاهرة {يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى} أي نبشرك بواسطة الملائكة بغلامٍ يسمى يحيى كما في آل عمران {فنادته الملائكة وهو قائمٌ يصلي في المحراب أنَّ الله يبشرك بيحيى} { لمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا} أي لم يسمَّ أحدٌ قبله بيحيى فهو اسم فذٌّ غير مسبوق سمّاه تعالى به ولم يترك تسميته لوالديه، وقال مجاهد: ليس له شبيه في الفضل والكمال {قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ} أي كيف يكون لي غلام؟ وهو استفهام تعجب وسرور بالأمر العجيب {وَكَانَتْ امْرَأَتِي عَاقِرًا} أي والحال أن امرأتي كبيرة السن لم تلد في شبابها فكيف وهي الآن عجوز!! {وَقَدْ بَلَغْتُ مِنْ الْكِبَرِ عِتِيًّا} أي بلغتُ في الكبر والشيخوخة نهاية العمر قال المفسرون: كان قد بلغ مئةً وعشرين سنة، وامرأتُه ثمانٍ وتسعين سنة، فأراد أن يطمئنَّ ويعرف الوسيلة التي يرزقه بها هذا الغلام {قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ