[img][/img]
نوبيون يعتصمون في القاهرة ويطلبون حق العودة للنوبة القديمة
جدد نوبيون فى مصر مطالبهم بحق العودة الى منطقة النوبة القديمة جنوب السد العالي فى مدينة اسوان ( 1000 كيلو متر جنوب العاصمة المصرية). فيما هدد أحمد زعماء النوبيين في المهجر بتدويل قضيتهم وطرحها أمام المنظمات الحقوقية الدولية. ودعا حمدي سليمان رئيس النادي النوبي في فيينا بالنمسا في تصريح لـ(العربية.نت) القيادات النوبية في الداخل بالكف عن طرح مطالبهم على الدولة بعد مضي 40 عاما على استمرار مشكلتهم بعد اخراجهم من أراضي النوبة القديمة التي غمرتها المياه بسبب السد العالي، مشيرا إلى أن التوجه إلى المنظمات الدولية هو الحل الأمثل أمام النوبيين في المهجر دفاعا عن حقوق اخوانهم في مصر. وحسب أحمد اسحق رئيس لجنة متابعة القضايا النوبية فإن مساحة النوبة القديمة تبلغ 650 كيلو مترا تمتد إلى الحدود مع السودان، وتم تهجير النوبيين منها بعد أن غمرت المياه أجزاء واسعة منها تشمل قراهم وأراضيهم الخصبة، لكن هناك مساحات لم تمتد إليها المياه ويطالب النوبيون يتسكينهم فيها اضافة إلى منطقة النوبة الجديدة التي أنشأتها لهم الحكومة المصرية في مدينة كوم امبو على مسافة 50 كم من النوبة القديمة. ويتجاوز النوبيون في مصر حاليا مليونين ونصف المليون نسمة. وكانت قد تصاعدت الجمعة 25-1- 2008 ازمة اهالى النوبة عقب فشل الاحتفالية الثانية لمنتدى صوت النوبة التى كان مقررا اقامتها فى ساحة وزارة الشباب والرياضة بالقاهرة، وذلك لتكريم الكتاب والصحفيين الذين يؤيدون مطالب النوبيين. ووصلت الازمة الى حد تنظيم اعتصام احتجاجى أمام ضريح الزعيم المصري الراحل سعد زغلول، الا ان الجهات الأمنية تصدت لهم مما اضطرهم الى الاعتصام داخل مقر المنتدى.
احتفالية لتكريم الرموز
وقال وجيه حسن احمد عضو منتدى النوبة لـ(العربية.نت) ان ما حدث يؤكد اتجاه الحكومة المصرية نحو تأكيد شعور النوبيين بالاضطهاد، فالذي حدث أننا كنا نعتزم تنظيم احتفالية لتكريم الرموز من الكتاب والمثقفين والهيئات التى كانت تعمل من أجل قضية النوبين، ودعونا الكتاب عادل حمودة وحمد سلماوي وانيس منصور وبلال فضل والنائب محمد العمدة لتكريمهم، بالإضافة إلى جمعيتى الجزويت والفرير.
وتابع: حجزنا مسرح وزارة الشباب فى ميدان سفنكس بموافقة المسؤولين على هذا ودفعنا مبالغ مالية مقابل هذا، وقبل موعد الحفل فوجئنا باعتذار المسؤولين عن المسرح بحجة انقطاع التيار الكهربائي فقررنا الذهاب إلى النادى الاجتماعي على النيل، ولكن فوجئنا بتعقب أجهزة الأمن لنا ومنعنا من إقامة الحفل، مما يؤكد نية النظام المصري لاضطهاد النوبيين.
وأضاف وجيه حسن أنه "على اثر ذلك انفعل الشباب النوبي وكاد يشتبك مع الأمن إلا اننا منعناهم وقلنا إننا سنرد بطريق عقلانية ونعترض بأسلوب حضاري على هذه المعاملة".
وعما إذا كان هذا اللقاء الذي منع استكمالا للمؤتمر الذي منع قبل ذلك في ابريل 2007 قال وجيه: ليس هذا مرتبط بذاك، فالمؤتمر الأول كان للرد على محافظ اسوان الذي صرح أن من يريد البحث عن النوبة فليبحث عنها تحت المياه.
وقال محمد هلال رئيس مجلس محلي النوبة لـ(العربية.نت) إن ماحدث هذه المرة لم يكن متوقعا، وهو شىء يستفز مشاعر كل النوبيين ويعقد المشكلة ويجعلها تبدو في صورة اضطهاد وهو ما لا نقبله.
وأضاف أن ما حدث يثبت أن ما يقال عن هذا الأمر صحيح، وعندما يطالب النوبيون بحقوقهم لا يقعون فى دائرة الاشتباه باللجوء للخارج، فالمجتمع المصري عبارة عن فئات وجماعات ولكل فئة مطلبها العادل وحقوقها المشروعة، وحينما تعطي كل الفئات حقوقها نصبح في مجتمع متكامل ومتساو، وتنمحي اسباب التمييز، فالذي حدث في النوبة ظلم كبير لا يرضاه أحد ولن نسكت عليه، خاصة أن الحكومة المصرية لم تكتف بعدم توفير شقق لنا بل انها تقوم بتسكين أناس غرباء عن النوبة في المساكن التي بنيت لهم تعويضا عن النوبة القديمة.
وأكد محمد حلمي رئيس مجلس محلي مركز منصر بالنوبة الجديدة التي بنتها الدولة عقب بناء السد العالي لـ (العربية.نت) أن مطالبنا لا تتعلق بتمييز أو شعور بالاضطهاد، بل هي مطالب عادلة تتمثل في فصل دائرة نصر النوبة الانتخابية عن دائرة كومو امبو بمحافظة أسوان، لأن مشاكل النوبيين مشاكل خاصة، ولا يوجد ممثل لنا في مجلس الشعب (البرلمان).
وتابع بقوله: يجب توفير 5221 منزلا بدلا من تلك التي هدمت في الستينيات عندما تقرر بناء السد، وهو دين على الدولة لم تف به حتى الآن. وقال إن هناك 10 آلاف أسرة مشردة منذ 40 عاما.
وتساءل عن نصيب أهالي النوبة في القرى التي تبنيها منظمة الفاو على ضفاف بحيرة ناصر التي تكونت بفعل السد العالي.
10% فقط تم تعويضهم
وأوضح حلمي أن 10% فقط من أهالي النوبة حصلوا على منازل بديلة، في حين أن أغلبية المنازل والافدنة يتم توزيعها لغير النوبيين، فالمشكلة ليست سياسية بل هي مشكلة اقتصادية، فلك أن تتخيل أن الجمعيات النوبية التى كانت تعمل على صيد الاسماك تم حلها وبيعت للمستثمرين، مما أدى إلى ازمة في الاسماك فى أسوان التي كانت تصدر إلى الخارج، حيث ارتفعت أسعارها.
وقال طارق اغا رئيس لجنة الاسكندرية لمتابعة قضايا النوبة لـ(العربية.نت) إنه "كان معارضا لطرح قضايا النوبة بمعزل عن طرح كل قضايا مصر ولكن ماحدث معنا مؤخرا يؤكد أن الحكومة المصرية ليس لديها نية لاحتواء المشكلة النوبية، ومن ثم يجب أن لا يلومنا أحد اذا لجأنا للخارج.
وأشار إلى احتفاظه بقائمة من كبار المستثمرين اعطتهم الحكومة 400 الف فدان، فى حين لو تم توزيع هذه الأراضي على شباب النوبة لأمكن غنقاذهم من البطالة.
وتساءل طارق عن "سبب الذعر الأمنى من القضية النوبية حتى انهم يمنعوننا من إقامة مجرد حفل صغير مما جعل الأمور تخرج عن نطاق الظلم إلى الاضطهاد الصريح، فنحن نحاول أن ننفي فكرة الاضطهاد وان تكون تحركاتنا تحت المجهر والعلم المصري، ولكن الحكومة هي التي تصنعها".
وقال: لا نريد أن نعطي أي أحد فرصة لتدخل أحد وسنعمل على ذلك كقيادات نوبية، ولكن في المقابل يجب أن تساعدنا الجهات المسؤولة في مصر، وان تستمع لمطالبنا وإلا سيصبح الوضع خارج السيطرة.
نوبيو المهجر يهددون
وفيما يبدو أنه اتجاه لتصعيد المشكلة دوليا وتأسيس جماعات ضغط نوبية في الخارج على غرار أقباط المهجر، فقد حضر الاحتفالية الملغاة الناشط النوبي حمدي سليمان رئيس النادي النوبي فى فيينا وقال لـ(العربية.نت) إن الحكومة المصرية تشن حربا على القضية النوبية، فليس مصادفة ان ينقطع التيار الكهربائي مرتين فى الأماكن التي كان مقررا إقامة الاحتفالية بهما.
وتساءل ما الداعي إلى وجود سيارات الأمن المركزي تحيط بمقر رابطة أبناء النوبة ومقر الاحتفالية، داعيا إلى "طرح القضية النوبية في الخارج فهناك استدعاءات أمنية مستمرة لقيادات نوبية وهي بذلك تغلق كل أبواب التشاور والحوار".
وقال سليمان: ازاء هذا الأمر نحن أمام خيارين.. أما انفجار نوبي أو الاتجاه إلى الخارج لعرض مشكلتنا، وادعو النوبيين أن يستغلوا الضغوط التي يقوم بها الاتحاد الأوروبي لكي يعلم الاتحاد أن في هذه البقعة من الأرض قضية انسانية وحضارية في المقام الأول قبل أن تكون قضية اقتصادية، واوجه للمرة الاخيرة نداء للقادة النوبيين كفى حديثا فى الداخل.
وكانت لجنة متابعة قضايا النوبة قد اصدرت الثلاثاء 11 -9 -2007 بيانا يطالب الحكومة بإعادة النوبيين المصريين إلى أراضيهم القديمة جنوب السد العالي.
أوضح احمد اسحق رئيس لجنة متابعة القضايا النوبية لـ(العربية.نت) أن مساحة النوبة القديمة تبلغ نحو 650 كم وتمتد إلى الحدود مع السودان، حيث يقطن نوبيون أيضا على الضفة الأخرى من النيل إلى ما بعد مدينة حلقا القديمة في السودان.
وأضاف: تم تهجير النوبيين من هذه المنطقة عام 1964 عند بناء السد العالي في أسوان بعد أن أغرقت المياه مساحات منها تشمل مساكن بعض القرى وأراضيها الزراعية الخصبة، ولكن هناك امتدادا لهذه المساحات لم يغمره المياه، وهو الذي نطالب ببناء قرى جديدة عليه بنفس مسميات القرى التي غرقت، وبحيث تشكل امتدادا للمنطقة التي تم نقلهم إليها بعد التهجير، في مدينة "كوم أمبو" على بعد حوالي 50 كم من منطقة النوبة، ولا يمكن التخلي عنها حاليا بعد الزيادة المطردة في عدد النوبيين الذين يتجاوزون حاليا مليونين ونصف المليون نسمة.
توطين غير نوبيين
قال أحمد اسحق: لقد تم بالفعل بناء بعض القرى جنوب السد العالي بالقرب من ضفاف النيل في النوبة القديمة، لكنها اعطيت لسكان غير نوبيين ينتمون لمحافظات أخرى في شمال مصر.
وتابع: ما نطلبه الآن أن تكون هذه القرى من حق النوبيين فقط باعتبار أنها منطقتهم التي عاشوا فيها طوال تاريخهم، وهذا حق لنا، لكن الدولة تريد توطينهم في منطقة "وادي النجرة" وهي أرض صحراوية قاحلة تتميز بتصدعاتها الرملية مما يعرض البيوت للانهيار بالاضافة إلى أن بناء المنزل فيها يكلف أكثر من ضعف مثيله في النوبة القديمة.
وأكد أحمد اسحق أن الهيئات الممثلة لأهل النوبة كانت لها 14 مطلبا منها تدريس اللغة النوبية لأبناء النوبة في مناهج التربية والتعليم، وانشاء دوائر انتخابية، لكن هذه المطالب تركناها حاليا، ولخصناها في قضية واحدة وهي حق العودة لأرضنا، واعتبرنا أن ذلك كافيا لحل تداعيات المشاكل الأخرى.
وأضاف أنهم يقومون بجهودهم الذاتية بتدريس اللغة للأجيال الجديدة وللنساء بتنظيم دورات تعليمية لهم "ومع هذا لا نجد سببا واحدا لعدم تدريسها رسميا مع أنها تدرس في جميع جامعات الغرب، وهي لغة كتابة وقراءة ولها قواعدها وأملك منها سبعة مراجع" على عكس الشائع عنها في الأوساط غير النوبية.
وأشار إلى أن حظ الثقافة النوبية في التعليم المصري من المرحلة الابتدائية حتى الجامعية لا يتجاوز نصف صفحة، موضحا أن لجنة متابعة القضايا النوبية التي يترأسها منبثقة عن مؤتمر التوطين والتطوير الذي يمثل الجمعيات والهيئات والنوادي النوبية في مصر.
نوبيون يعتصمون في القاهرة ويطلبون حق العودة للنوبة القديمة
جدد نوبيون فى مصر مطالبهم بحق العودة الى منطقة النوبة القديمة جنوب السد العالي فى مدينة اسوان ( 1000 كيلو متر جنوب العاصمة المصرية). فيما هدد أحمد زعماء النوبيين في المهجر بتدويل قضيتهم وطرحها أمام المنظمات الحقوقية الدولية. ودعا حمدي سليمان رئيس النادي النوبي في فيينا بالنمسا في تصريح لـ(العربية.نت) القيادات النوبية في الداخل بالكف عن طرح مطالبهم على الدولة بعد مضي 40 عاما على استمرار مشكلتهم بعد اخراجهم من أراضي النوبة القديمة التي غمرتها المياه بسبب السد العالي، مشيرا إلى أن التوجه إلى المنظمات الدولية هو الحل الأمثل أمام النوبيين في المهجر دفاعا عن حقوق اخوانهم في مصر. وحسب أحمد اسحق رئيس لجنة متابعة القضايا النوبية فإن مساحة النوبة القديمة تبلغ 650 كيلو مترا تمتد إلى الحدود مع السودان، وتم تهجير النوبيين منها بعد أن غمرت المياه أجزاء واسعة منها تشمل قراهم وأراضيهم الخصبة، لكن هناك مساحات لم تمتد إليها المياه ويطالب النوبيون يتسكينهم فيها اضافة إلى منطقة النوبة الجديدة التي أنشأتها لهم الحكومة المصرية في مدينة كوم امبو على مسافة 50 كم من النوبة القديمة. ويتجاوز النوبيون في مصر حاليا مليونين ونصف المليون نسمة. وكانت قد تصاعدت الجمعة 25-1- 2008 ازمة اهالى النوبة عقب فشل الاحتفالية الثانية لمنتدى صوت النوبة التى كان مقررا اقامتها فى ساحة وزارة الشباب والرياضة بالقاهرة، وذلك لتكريم الكتاب والصحفيين الذين يؤيدون مطالب النوبيين. ووصلت الازمة الى حد تنظيم اعتصام احتجاجى أمام ضريح الزعيم المصري الراحل سعد زغلول، الا ان الجهات الأمنية تصدت لهم مما اضطرهم الى الاعتصام داخل مقر المنتدى.
احتفالية لتكريم الرموز
وقال وجيه حسن احمد عضو منتدى النوبة لـ(العربية.نت) ان ما حدث يؤكد اتجاه الحكومة المصرية نحو تأكيد شعور النوبيين بالاضطهاد، فالذي حدث أننا كنا نعتزم تنظيم احتفالية لتكريم الرموز من الكتاب والمثقفين والهيئات التى كانت تعمل من أجل قضية النوبين، ودعونا الكتاب عادل حمودة وحمد سلماوي وانيس منصور وبلال فضل والنائب محمد العمدة لتكريمهم، بالإضافة إلى جمعيتى الجزويت والفرير.
وتابع: حجزنا مسرح وزارة الشباب فى ميدان سفنكس بموافقة المسؤولين على هذا ودفعنا مبالغ مالية مقابل هذا، وقبل موعد الحفل فوجئنا باعتذار المسؤولين عن المسرح بحجة انقطاع التيار الكهربائي فقررنا الذهاب إلى النادى الاجتماعي على النيل، ولكن فوجئنا بتعقب أجهزة الأمن لنا ومنعنا من إقامة الحفل، مما يؤكد نية النظام المصري لاضطهاد النوبيين.
وأضاف وجيه حسن أنه "على اثر ذلك انفعل الشباب النوبي وكاد يشتبك مع الأمن إلا اننا منعناهم وقلنا إننا سنرد بطريق عقلانية ونعترض بأسلوب حضاري على هذه المعاملة".
وعما إذا كان هذا اللقاء الذي منع استكمالا للمؤتمر الذي منع قبل ذلك في ابريل 2007 قال وجيه: ليس هذا مرتبط بذاك، فالمؤتمر الأول كان للرد على محافظ اسوان الذي صرح أن من يريد البحث عن النوبة فليبحث عنها تحت المياه.
وقال محمد هلال رئيس مجلس محلي النوبة لـ(العربية.نت) إن ماحدث هذه المرة لم يكن متوقعا، وهو شىء يستفز مشاعر كل النوبيين ويعقد المشكلة ويجعلها تبدو في صورة اضطهاد وهو ما لا نقبله.
وأضاف أن ما حدث يثبت أن ما يقال عن هذا الأمر صحيح، وعندما يطالب النوبيون بحقوقهم لا يقعون فى دائرة الاشتباه باللجوء للخارج، فالمجتمع المصري عبارة عن فئات وجماعات ولكل فئة مطلبها العادل وحقوقها المشروعة، وحينما تعطي كل الفئات حقوقها نصبح في مجتمع متكامل ومتساو، وتنمحي اسباب التمييز، فالذي حدث في النوبة ظلم كبير لا يرضاه أحد ولن نسكت عليه، خاصة أن الحكومة المصرية لم تكتف بعدم توفير شقق لنا بل انها تقوم بتسكين أناس غرباء عن النوبة في المساكن التي بنيت لهم تعويضا عن النوبة القديمة.
وأكد محمد حلمي رئيس مجلس محلي مركز منصر بالنوبة الجديدة التي بنتها الدولة عقب بناء السد العالي لـ (العربية.نت) أن مطالبنا لا تتعلق بتمييز أو شعور بالاضطهاد، بل هي مطالب عادلة تتمثل في فصل دائرة نصر النوبة الانتخابية عن دائرة كومو امبو بمحافظة أسوان، لأن مشاكل النوبيين مشاكل خاصة، ولا يوجد ممثل لنا في مجلس الشعب (البرلمان).
وتابع بقوله: يجب توفير 5221 منزلا بدلا من تلك التي هدمت في الستينيات عندما تقرر بناء السد، وهو دين على الدولة لم تف به حتى الآن. وقال إن هناك 10 آلاف أسرة مشردة منذ 40 عاما.
وتساءل عن نصيب أهالي النوبة في القرى التي تبنيها منظمة الفاو على ضفاف بحيرة ناصر التي تكونت بفعل السد العالي.
10% فقط تم تعويضهم
وأوضح حلمي أن 10% فقط من أهالي النوبة حصلوا على منازل بديلة، في حين أن أغلبية المنازل والافدنة يتم توزيعها لغير النوبيين، فالمشكلة ليست سياسية بل هي مشكلة اقتصادية، فلك أن تتخيل أن الجمعيات النوبية التى كانت تعمل على صيد الاسماك تم حلها وبيعت للمستثمرين، مما أدى إلى ازمة في الاسماك فى أسوان التي كانت تصدر إلى الخارج، حيث ارتفعت أسعارها.
وقال طارق اغا رئيس لجنة الاسكندرية لمتابعة قضايا النوبة لـ(العربية.نت) إنه "كان معارضا لطرح قضايا النوبة بمعزل عن طرح كل قضايا مصر ولكن ماحدث معنا مؤخرا يؤكد أن الحكومة المصرية ليس لديها نية لاحتواء المشكلة النوبية، ومن ثم يجب أن لا يلومنا أحد اذا لجأنا للخارج.
وأشار إلى احتفاظه بقائمة من كبار المستثمرين اعطتهم الحكومة 400 الف فدان، فى حين لو تم توزيع هذه الأراضي على شباب النوبة لأمكن غنقاذهم من البطالة.
وتساءل طارق عن "سبب الذعر الأمنى من القضية النوبية حتى انهم يمنعوننا من إقامة مجرد حفل صغير مما جعل الأمور تخرج عن نطاق الظلم إلى الاضطهاد الصريح، فنحن نحاول أن ننفي فكرة الاضطهاد وان تكون تحركاتنا تحت المجهر والعلم المصري، ولكن الحكومة هي التي تصنعها".
وقال: لا نريد أن نعطي أي أحد فرصة لتدخل أحد وسنعمل على ذلك كقيادات نوبية، ولكن في المقابل يجب أن تساعدنا الجهات المسؤولة في مصر، وان تستمع لمطالبنا وإلا سيصبح الوضع خارج السيطرة.
نوبيو المهجر يهددون
وفيما يبدو أنه اتجاه لتصعيد المشكلة دوليا وتأسيس جماعات ضغط نوبية في الخارج على غرار أقباط المهجر، فقد حضر الاحتفالية الملغاة الناشط النوبي حمدي سليمان رئيس النادي النوبي فى فيينا وقال لـ(العربية.نت) إن الحكومة المصرية تشن حربا على القضية النوبية، فليس مصادفة ان ينقطع التيار الكهربائي مرتين فى الأماكن التي كان مقررا إقامة الاحتفالية بهما.
وتساءل ما الداعي إلى وجود سيارات الأمن المركزي تحيط بمقر رابطة أبناء النوبة ومقر الاحتفالية، داعيا إلى "طرح القضية النوبية في الخارج فهناك استدعاءات أمنية مستمرة لقيادات نوبية وهي بذلك تغلق كل أبواب التشاور والحوار".
وقال سليمان: ازاء هذا الأمر نحن أمام خيارين.. أما انفجار نوبي أو الاتجاه إلى الخارج لعرض مشكلتنا، وادعو النوبيين أن يستغلوا الضغوط التي يقوم بها الاتحاد الأوروبي لكي يعلم الاتحاد أن في هذه البقعة من الأرض قضية انسانية وحضارية في المقام الأول قبل أن تكون قضية اقتصادية، واوجه للمرة الاخيرة نداء للقادة النوبيين كفى حديثا فى الداخل.
وكانت لجنة متابعة قضايا النوبة قد اصدرت الثلاثاء 11 -9 -2007 بيانا يطالب الحكومة بإعادة النوبيين المصريين إلى أراضيهم القديمة جنوب السد العالي.
أوضح احمد اسحق رئيس لجنة متابعة القضايا النوبية لـ(العربية.نت) أن مساحة النوبة القديمة تبلغ نحو 650 كم وتمتد إلى الحدود مع السودان، حيث يقطن نوبيون أيضا على الضفة الأخرى من النيل إلى ما بعد مدينة حلقا القديمة في السودان.
وأضاف: تم تهجير النوبيين من هذه المنطقة عام 1964 عند بناء السد العالي في أسوان بعد أن أغرقت المياه مساحات منها تشمل مساكن بعض القرى وأراضيها الزراعية الخصبة، ولكن هناك امتدادا لهذه المساحات لم يغمره المياه، وهو الذي نطالب ببناء قرى جديدة عليه بنفس مسميات القرى التي غرقت، وبحيث تشكل امتدادا للمنطقة التي تم نقلهم إليها بعد التهجير، في مدينة "كوم أمبو" على بعد حوالي 50 كم من منطقة النوبة، ولا يمكن التخلي عنها حاليا بعد الزيادة المطردة في عدد النوبيين الذين يتجاوزون حاليا مليونين ونصف المليون نسمة.
توطين غير نوبيين
قال أحمد اسحق: لقد تم بالفعل بناء بعض القرى جنوب السد العالي بالقرب من ضفاف النيل في النوبة القديمة، لكنها اعطيت لسكان غير نوبيين ينتمون لمحافظات أخرى في شمال مصر.
وتابع: ما نطلبه الآن أن تكون هذه القرى من حق النوبيين فقط باعتبار أنها منطقتهم التي عاشوا فيها طوال تاريخهم، وهذا حق لنا، لكن الدولة تريد توطينهم في منطقة "وادي النجرة" وهي أرض صحراوية قاحلة تتميز بتصدعاتها الرملية مما يعرض البيوت للانهيار بالاضافة إلى أن بناء المنزل فيها يكلف أكثر من ضعف مثيله في النوبة القديمة.
وأكد أحمد اسحق أن الهيئات الممثلة لأهل النوبة كانت لها 14 مطلبا منها تدريس اللغة النوبية لأبناء النوبة في مناهج التربية والتعليم، وانشاء دوائر انتخابية، لكن هذه المطالب تركناها حاليا، ولخصناها في قضية واحدة وهي حق العودة لأرضنا، واعتبرنا أن ذلك كافيا لحل تداعيات المشاكل الأخرى.
وأضاف أنهم يقومون بجهودهم الذاتية بتدريس اللغة للأجيال الجديدة وللنساء بتنظيم دورات تعليمية لهم "ومع هذا لا نجد سببا واحدا لعدم تدريسها رسميا مع أنها تدرس في جميع جامعات الغرب، وهي لغة كتابة وقراءة ولها قواعدها وأملك منها سبعة مراجع" على عكس الشائع عنها في الأوساط غير النوبية.
وأشار إلى أن حظ الثقافة النوبية في التعليم المصري من المرحلة الابتدائية حتى الجامعية لا يتجاوز نصف صفحة، موضحا أن لجنة متابعة القضايا النوبية التي يترأسها منبثقة عن مؤتمر التوطين والتطوير الذي يمثل الجمعيات والهيئات والنوادي النوبية في مصر.