الحب الأول
نقرأ كثيراً عن الحب الأول وأنه أهم حب في حياة أي إنسان , وأنه أجمل وأرق وأنقى حب لأنه يتسلل إلى حنايا قلب لم يعرف عن الهوى شيئاً ولم تتراقص نبضاته عذوبة عند رؤية أو سماع الحبيب
حقاً للمسة الحب الأولى أثرها الذي لاينسى ولكن هل هو الحب الحقيقي في حياتنا ؟
هل هو الحب الأوحد ؟هل هو الحب الخالص الصافي ؟
وما أدرانا قد لايكون حباً بمعنى الحب وقد لايكون متبادلاً من الطرفين بنسبة متساوية , وهنا لايمكن له إلا أن يتلاشى تاركاً جرحاً غائراً لايمحى ودائماً أول جروح القلب لاتموت
لذلك لابد من أن يأتي حب ثانٍ وثالث وو... ويبقى للجرح الأول ذكراه التي لاتندمل وأعتقد أنه السبب الذي دعا الكثيرين إلى اعتبار الحب الأول أروع حب وأن الحبيب الأول أصدق وأحلى حبيب . ولو كان حقيقة حب مكتمل وصادق, فيه الأرواح تتمازج قبل القلوب لما كان هناك حب آخر
فما أجمل أن يحيا المرء الحب ! ولكن الأجمل أن يكون هناك توازن بين العاطفة والعقل لمعرفة حقيقة هذا الحب ولترسيخ بقائه وتثبيت وجوده عندما تعصف رياح شريرة لاقتلاعه أوتحاك ضده الدسائس لوأده
الحب هبة الله للبشر ليعيشوا بجمال في حياة ملأى بأصناف من السواد والمحن والشرور , فلنحافظ على تلك الهبة بقلوبنا وعقولنا فالهوى متقلب ويحتاج إلى عقل يحافظ على استقراره
ومع ذلك سواء كان الحب أول أو أخير يكفي أنه يلون أيامنا بكل ما هو رائع ويعطرها بعطر الورد ويجعلها بهيةً في عيوننا وعيون من نحب
فلماذا يجعلون للحب ترتيب , وهو أرق وأروع من أن نضع له حسابات دنيوية
فإلى كل الأحبة لكم مني دعوة للحب مع خالص الحب