أخذ عامل اللاسلكي الجالس بحجرته أمام جهاز الإرسال على ظهر السفينة ينادي.. هالو .. هالو .. هالو.. محطة الشلال .. أولى سفن النقل تنادي..
وتجيب محطة الإستقبال اللاسلكي التي أعدت خصيصاً لهذه المهمة بالشلال: هالو.. هالو.. الشلال يجيب..
ويعلن عامل اللاسلكي بالسفينة محطة الإستقبال بالشلال بأن السفينة على وشك الرحيل وأنها في انتظار الأوامر، وتجيب محطة الشلال بأن ميناء الشلال على سعته عامر بالمستقبلين وعلى رأسهم السيدة وزيرة الشؤون الإجتماعية وأن الأوامر صدرت ببدء الرحلة.
وتطلق السفينة صفارتها في نغم حزين.. لينعكس الصوت على الديار الخالية حاملاً الصدى إلى الآذان قبل بدء الرحيل.. وينطلق طائر أبيض من بين المساكن المهجورة ليحوم ويدور مرفرفاً بجناحيه فوق السفينة كأنها يقدم للمهاجرين قبل بدء رحلة العمر تحية وفاء ومعزة ووداع.
وتتحرك السفينة من مرساها في بطء متجهة إلى الشمال.. والنوبيون فوقها مولين وجوههم جهة الشرق، تشد عيونهم وانتباههم وأحاسيسهم المساكن الخالية التي غادروها منذ فترة وجيزة لآخر مرة.. وموظفو التهجير يحاولون صرف انتباهم إلى الشمال حيث الموطن الجديد في هذه اللحظات المؤثرة الحاسمة.
وتنطلق السفينة في عرض النيل متجهة في طريقها إلى ميناء الشلال.. حتى تلوح على الأفق الآلات الجبارة العاملة في إنشاء السد العالي.. وحينئذ تمسح يد الواقع عن وجوه النوبيين سحائب الذكريات.. وينطلقون في الرقص والغناء والصفق على نغمات الطبول والدفوف في حلقات مرحة ضاحكة مستبشرة واثقة مطمئنة إلى مستقبلها السعيد المأمول.
وبميناء الشلال كانت في استقبال النوبيين السيدة الدكتورة وزيرة الشؤون الإجتماعية على رأس جموع غفيرة من المواطنين الممثلين لجميع الهيئات والوزارات يحملون أعلامهم ولافتاتهم وطبولهم، في الوقت الذي كان فيه موظفوا التهجير من أعضاء لجنة الإستقبال بميناء الشلال يشرفون على تجهيز وحدات أسطول النقل البري من أتوبيسات ولواري والتي ظلت بميناء الشلال تنتظر قدوم النوبيين لنقلهم بأثاثاتهم إلى الموطن الجديد.
وحين وصلت أول سفينة إلى الميناء انطلقت من ركابها الزغاريد والهتافات المدوية بحياة الرئيس جمال عبدالناصر، وانطلقت أكف المستقبلين بالتصفيق وترديد الهتافات.
وتجيب محطة الإستقبال اللاسلكي التي أعدت خصيصاً لهذه المهمة بالشلال: هالو.. هالو.. الشلال يجيب..
ويعلن عامل اللاسلكي بالسفينة محطة الإستقبال بالشلال بأن السفينة على وشك الرحيل وأنها في انتظار الأوامر، وتجيب محطة الشلال بأن ميناء الشلال على سعته عامر بالمستقبلين وعلى رأسهم السيدة وزيرة الشؤون الإجتماعية وأن الأوامر صدرت ببدء الرحلة.
وتطلق السفينة صفارتها في نغم حزين.. لينعكس الصوت على الديار الخالية حاملاً الصدى إلى الآذان قبل بدء الرحيل.. وينطلق طائر أبيض من بين المساكن المهجورة ليحوم ويدور مرفرفاً بجناحيه فوق السفينة كأنها يقدم للمهاجرين قبل بدء رحلة العمر تحية وفاء ومعزة ووداع.
وتتحرك السفينة من مرساها في بطء متجهة إلى الشمال.. والنوبيون فوقها مولين وجوههم جهة الشرق، تشد عيونهم وانتباههم وأحاسيسهم المساكن الخالية التي غادروها منذ فترة وجيزة لآخر مرة.. وموظفو التهجير يحاولون صرف انتباهم إلى الشمال حيث الموطن الجديد في هذه اللحظات المؤثرة الحاسمة.
وتنطلق السفينة في عرض النيل متجهة في طريقها إلى ميناء الشلال.. حتى تلوح على الأفق الآلات الجبارة العاملة في إنشاء السد العالي.. وحينئذ تمسح يد الواقع عن وجوه النوبيين سحائب الذكريات.. وينطلقون في الرقص والغناء والصفق على نغمات الطبول والدفوف في حلقات مرحة ضاحكة مستبشرة واثقة مطمئنة إلى مستقبلها السعيد المأمول.
وبميناء الشلال كانت في استقبال النوبيين السيدة الدكتورة وزيرة الشؤون الإجتماعية على رأس جموع غفيرة من المواطنين الممثلين لجميع الهيئات والوزارات يحملون أعلامهم ولافتاتهم وطبولهم، في الوقت الذي كان فيه موظفوا التهجير من أعضاء لجنة الإستقبال بميناء الشلال يشرفون على تجهيز وحدات أسطول النقل البري من أتوبيسات ولواري والتي ظلت بميناء الشلال تنتظر قدوم النوبيين لنقلهم بأثاثاتهم إلى الموطن الجديد.
وحين وصلت أول سفينة إلى الميناء انطلقت من ركابها الزغاريد والهتافات المدوية بحياة الرئيس جمال عبدالناصر، وانطلقت أكف المستقبلين بالتصفيق وترديد الهتافات.