ونسة عن الحرامية !!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
راح زمن حرامى الحلة الجميل ... كنا وأحنا عيال صغيرين نجرى وراه .. وتسبقنا ضحكتنا الصافية .. ونضربه بأى عصاية صغيرة على ضهره .. علشان نوقع من عليه اللى سرقه لطعامه وأولاده .. أو لتدفئتهم .. وحرامى الحلة ماكانش يعرف اليأس فيعود مرة ثانية .. وثالثة لمعاودة سرقاته .. وأحنا فى كل مرة وراه .. وبالعصى على أم رأسه .. أو ضهره
وكنت أمسك بإيدى الصغيرة واحد من حرامية الحلة .. وأحطه على كف إيدى .. وأتأمل سحنته .. وأنصحه بصوت عالى كأنه سرق جملا :- ياحرامى الحلة .. السرقة حرام .. وحاتروح النار !! وماكنتش مستوعب وقتها إن دى نواميس الحياة ..والطبيعة .. وإن حرامى الحلة مافيش حاجه أمامه لتوفير الطعام له وأسرته غير السرقة لفتافيت الطعام .. وبقايا القش والقطن .. كنا نفيق من اللعب .. والوقت نفسه قد سرقنا .. والليل دخل علينا .. فنعود إلى منازلنا .. ونتركه فى حال سبيله ..وأحنا متواعدين على اللقاء فى اليوم التالى لما الشمس تطلع !!
وكما راح زمن حرامى الحلة .. فكمان راح زمن حرامى النحاس ... كانت جدتى لأمى -يرحمها الله – تقضى طول الليل نايمة بعين مفتحة .. وعين مغمضة .. وهى مخبية كنز العيلة من الحلل النحاس .. والأباريق ..والطناجر تحت سريرها !! خوفا من حرامى النحاس اللى يمكن يتسلل بالليل من باب بيتنا الخشبى القديم المتهالك .. ويسلبنا كنز العيلة من أوانى الطبخ والشراب .. وراح حرامى النحاس .. برواح الحلل النحاس نفسها ببريقها .. ولمعتها .. وقيمتها الغالية .. ودخلنا عصر الزجاج الملون ..والألمنيوم ..والبلاستيك عديم القيمة .. وأختفى بالتالى مبيض النحاس .. اللى كان بيلمع النحاس بوقوفه حافى القدمين بطوله ..داخل الحلة .. أو الطشت .. وهاتك يادعك .. بتمايله يمينا ..وشمالا كأجدع رقاصة .. وياما قضينا الساعات الطويلة .. وأحنا ميتين من الضحك على الرقاص الراجل ..مبيض النحاس .. وأحنا بيتهيأ لنا إن الراجل ده مش ممكن حايعرف يروح لبيتهم .. من كتر مالف ودار داخل الحلل والطشوت .. وأكيد دماغة لفت ومش حايعرف بيته من هنا .. ولا من هناك !!
ومن ضمن الحرامية اللى أختفوا .. حرامى الفراخ .. وكان حرامى الفراخ يطلع سطوح البيت ..ويسرق الفراخ من العشش الموجودة ..ويحطها فى شوال خيش كبير .. ويلفعها على ضهره ..ويافكيك ..فص ملح وداب .. وكانت أمى – الله يرحمها – تبعتنى للجيران علشان أستلف كام بيضة لزوم الفطار ( وقت أن كان التكافل بين الجيران قانون ..وواجب مقدس ..يحترمه الجميع ..ويتسابقون علي الوفاء به ) ... وكنت أنصح أمى وأقول لها : بلاش تدبحى الديوك ..وخليها تحرس الدجاج .. فيفكر الحرامى ألف مرة قبل مايقرب من العشة .. فكانت – رحمها الله – تضحك وتقول : لو سيبنا الديوك مع بعض سيقتلون بعضهم بعضا !!
وأختفى حرامى الفراخ .. وحتى الفراخ نفسها أختفت إما لإرتفاع سعرها .. أو بسبب أنفلونزا الطيور .. ومابقناش نشوف الفراخ إلا فى الثلاجة .. جثة هامدة .. متغسلة .. ومتكيسة ..وجاهزة للطبخ فورا .. .. ولم يختفى تماما حرامى الغسيل .. فما زال يعمل على أستحياء .. لأنها مهمة سهلة .. فكل اللى على الحرامى يعمله إنه يقطع الحبل من هنا .. ومن هنا .. ويلم الغسيل كله بحباله ومشابكه ..من غير مايشعر به أى شخص .. وبيقولك إن الحالة الإقتصادية للبلاد لما تكون فى أقل مستواها بيظهر حرامى الغسيل .. وكأنه عنوان أو إشارة على أن حالة البلاد زفت .. والجوع أنتشر فى البلاد !!
ولطالما نحن فى ونسة عن أنواع الحرامية .. فلا يجب أن ننسى حرامى الأحذية من المساجد .. فينتقى أحسن الأحذية وأغلاها وأجددها .. ليلبسه فى قدمه ..ويترك مكانها حذاء قديم مهلهل .. أو شبشب زنوبة مقطوع .. وجدى - الله يرحمه – كان عنده حذاء بنى غامق برقبه والرقبة من الأستك بتاع زمان الحلو الشيك .. وكان بيلبسه يوم الجمعة على الجلابية الصوف المعتبر بتاعة المناسبات الهامة .. وفى يوم رجعت البيت من المدرسة لقيت حذاء بين الأحذية بجانب الباب قديم ..وجربان ومقطع .. فأعتقدت أن جدى أحضر ضيفا من ضيوفه الدراويش الذين كان يدعوهم لمنزلنا من وقت للتانى .. ولكنى فوجئت بضحكات ..وهمهمات فى البيت ..ولما سألت ..عرفت الحكاية وإن جدى أتسرق حذاءه .. والحرامى ساب له الحذاء الأجرب ده ..ومن يومها وجدى لايذهب للجامع إلا بأحقر وأقدم الأحذيه عنده !!!
وبظهور الأنترنت .. أو الشبكة العنكبوتيه كما يطلقون عليها ظهر حراميه جدد .. والحراميه دول أنصاف أو أرباع مثقفين .. ويمكن أقل من كد ه بكتير ..وعاملين نفسهم كتاب وصحفيين .. يكتبون على النت .. الذى وصلت صفحاته إلى الملايين أوفى الصحف التى أصبحت بالملايين أيضا .. وتملأ الأكشاك فى شوارعنا العربية .. فيسرقون مقال ا من هنا .. أو من هناك .. أو فكرة من هنا أو هناك .. وينشرونها بلا حياء وعليها أسمهم بالخط العريض .. دون خجل أو كسوف.. وكأنها سرقة مباحة !! ومسموح بها !!
ودارت ولفت الأيام وكل شيء" أنكشفن وبان" وأتضح أنه لا ضمير.. ولا رادع لهم ..لأنهم لصوص بالسليقة يريدونها بيضة مُقشرةً" لأنهم خاليين شُغل .. حمقى .. عقولهم خاوية
ونفوسهم مريضة .. وثقافتهم معدومة !! ولا يوجد لديهم أى
قدرة على الإبداع أوحتى النية في تذوق الأدب .. ومنهم اللص الغبى اللى يسرق النص بحاله .. بنقاطه ..وفصلاته ..وأقواسه .. يحمله من هذا المنتدى أو تلك المدونة ..
ومايتعبش نفسه أبدا
أبدا .. لا فى التفكير والإبداع .. ولاحتى فى الكتابة وإعادة الصياغة ..وكل اللى يعمله هو النقل للنص كما هو ( كوبى و باست ) .. وفيه حرامى تانى عامل نفسه ذكى .. فيسرق النص ولكن يكتبه بطريقة مختلفة شوية .. ولكن هو ..هو الكلام ..وهى ..هى الفكرة .. وفيه حرامى أكثر ذكاء فيسرق الفكرة فقط .. ويكتب هو الموضوع من عنده بعد مايحدد عناصره من الموضوع المسروق..ويغير العنوان .. وينام مطمئن البال ..ويقول أنا أقتبست ولم أسرق !!!
وأنا شخصيا عانيت ..ومازلت أعانى من هؤلاء اللصوص .. وبعضهم للأسف كتاب معروفين أو نصف معروفين .. وقد تحدثت مرة مع أحدهم بحضور الصديق العزيز الشاعر أحمد فؤاد نجم .. وعاتبته فى أحد موضوعاتى التى غير فيها القليل ونشرها بأسمه فى جريدة الدستور ..0 (الشىء الغريب أننى نشرت نفس المقال فى نفس الصحيقة – الدستور – قبلها بعدة سنوات وقبل إغلاق جريدة الدستور فى المرة الأولى ).. فما كان منه إلا أن هاجمنى بشدة ..متهما إياى بتشويه صورته ..وأننى أنا الحرامى الذى سرق مقاله وليس العكس .. وطلب منى إثبات أحقيتى لهذا المقال .. وكأنه مطلوب منى أن أقوم بتسجيل كل مقا ل أكتبه بالشهر العقارى لأضمن حقى .. ويجب أن أشير فى كل مقال أكتبه أن هذا المقال مسجل فى الشه ر العقارى برقم 9999 بتاريخ 7/12/1995 ..ومسجل بالشه ر العقارى لمدينة أسوان أو الإسكندرية أو جنوب سيناء .. حتى يفكر اللصوص مرتين قبل السرقة والفضيحة !! وأمام ثورته العارمه .. وصوته العالى لم أملك إلآ السكوت كأننى أنا فعلا الحرامى ..مش هو ...وأيضا لأحترام ضيافة صديقى نجم .. فما كان من الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم إلا أن هاج وماج .. وسب هذا الصحفى بأقذع الشتائم ( وكنا فى بيت أحمد فؤاد نجم بمساكن الزلزال ) .. وقال له نجم قبل أن يطلب منه مغادرة منزله مثل شعبى مصرى أخجل من إعادته هنا ولكنه هو ( ال.... علشان تلهيك ..تصرخ ..واللى فيها تجيبه فيك !! ) ..ولن أنسى لصديقى العزيز نجم هذا الموقف أبدا ..برغم عدم تأكد نجم وقتها إذا كنت أنا كاتب المقالة الحقيقى أو هو !!- وكل ماأغضبه هو الصوت العالى ..والكلام غير المهذب – وقد أثبت لنجم فيما بعد الحقيقة بأصل الموضوع منشور فى الدستور ..و مجلة روز اليوسف قبل تاريخ نشر موضوع هذا اللص بأكثر من 6 سنوات .. وبينى وبينكم من يومها وأنا لا أعلق إطلاقا على سرقة أى موضوع من موضوعاتى ..وأقول لنفسى يكفينى فخرا أن أفكارى وآرائى يتم نشرها فى العديد من الصحف والمجلات والمنتديات العربية ...
أما ختام سلسلة اللصوص .. فهم لصوص هذا الزمان ..من الحكام .. والقادة ..والزعماء الثوريين والوزراء ..والبهوات رجال الأعمال ..وغيرهم من علية القوم ...الذين يسرقون الأحلام.. والطموح .. بجانب المليارات طبعا .. ولهؤلاء.. حديث آخر يليق بهم ..وبمكانتهم الأجتماعية المرموقة !!
( ويارب المقال ده مايتسرقش زى غيره )
بقلــــم
صــلاح إدريــس
****************
تم نشر المقال فى عمودى الأسبوعى ( بالبلدى الفصيح ) عدد السبت 22 أغسطس 2009 .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
راح زمن حرامى الحلة الجميل ... كنا وأحنا عيال صغيرين نجرى وراه .. وتسبقنا ضحكتنا الصافية .. ونضربه بأى عصاية صغيرة على ضهره .. علشان نوقع من عليه اللى سرقه لطعامه وأولاده .. أو لتدفئتهم .. وحرامى الحلة ماكانش يعرف اليأس فيعود مرة ثانية .. وثالثة لمعاودة سرقاته .. وأحنا فى كل مرة وراه .. وبالعصى على أم رأسه .. أو ضهره
وكنت أمسك بإيدى الصغيرة واحد من حرامية الحلة .. وأحطه على كف إيدى .. وأتأمل سحنته .. وأنصحه بصوت عالى كأنه سرق جملا :- ياحرامى الحلة .. السرقة حرام .. وحاتروح النار !! وماكنتش مستوعب وقتها إن دى نواميس الحياة ..والطبيعة .. وإن حرامى الحلة مافيش حاجه أمامه لتوفير الطعام له وأسرته غير السرقة لفتافيت الطعام .. وبقايا القش والقطن .. كنا نفيق من اللعب .. والوقت نفسه قد سرقنا .. والليل دخل علينا .. فنعود إلى منازلنا .. ونتركه فى حال سبيله ..وأحنا متواعدين على اللقاء فى اليوم التالى لما الشمس تطلع !!
وكما راح زمن حرامى الحلة .. فكمان راح زمن حرامى النحاس ... كانت جدتى لأمى -يرحمها الله – تقضى طول الليل نايمة بعين مفتحة .. وعين مغمضة .. وهى مخبية كنز العيلة من الحلل النحاس .. والأباريق ..والطناجر تحت سريرها !! خوفا من حرامى النحاس اللى يمكن يتسلل بالليل من باب بيتنا الخشبى القديم المتهالك .. ويسلبنا كنز العيلة من أوانى الطبخ والشراب .. وراح حرامى النحاس .. برواح الحلل النحاس نفسها ببريقها .. ولمعتها .. وقيمتها الغالية .. ودخلنا عصر الزجاج الملون ..والألمنيوم ..والبلاستيك عديم القيمة .. وأختفى بالتالى مبيض النحاس .. اللى كان بيلمع النحاس بوقوفه حافى القدمين بطوله ..داخل الحلة .. أو الطشت .. وهاتك يادعك .. بتمايله يمينا ..وشمالا كأجدع رقاصة .. وياما قضينا الساعات الطويلة .. وأحنا ميتين من الضحك على الرقاص الراجل ..مبيض النحاس .. وأحنا بيتهيأ لنا إن الراجل ده مش ممكن حايعرف يروح لبيتهم .. من كتر مالف ودار داخل الحلل والطشوت .. وأكيد دماغة لفت ومش حايعرف بيته من هنا .. ولا من هناك !!
ومن ضمن الحرامية اللى أختفوا .. حرامى الفراخ .. وكان حرامى الفراخ يطلع سطوح البيت ..ويسرق الفراخ من العشش الموجودة ..ويحطها فى شوال خيش كبير .. ويلفعها على ضهره ..ويافكيك ..فص ملح وداب .. وكانت أمى – الله يرحمها – تبعتنى للجيران علشان أستلف كام بيضة لزوم الفطار ( وقت أن كان التكافل بين الجيران قانون ..وواجب مقدس ..يحترمه الجميع ..ويتسابقون علي الوفاء به ) ... وكنت أنصح أمى وأقول لها : بلاش تدبحى الديوك ..وخليها تحرس الدجاج .. فيفكر الحرامى ألف مرة قبل مايقرب من العشة .. فكانت – رحمها الله – تضحك وتقول : لو سيبنا الديوك مع بعض سيقتلون بعضهم بعضا !!
وأختفى حرامى الفراخ .. وحتى الفراخ نفسها أختفت إما لإرتفاع سعرها .. أو بسبب أنفلونزا الطيور .. ومابقناش نشوف الفراخ إلا فى الثلاجة .. جثة هامدة .. متغسلة .. ومتكيسة ..وجاهزة للطبخ فورا .. .. ولم يختفى تماما حرامى الغسيل .. فما زال يعمل على أستحياء .. لأنها مهمة سهلة .. فكل اللى على الحرامى يعمله إنه يقطع الحبل من هنا .. ومن هنا .. ويلم الغسيل كله بحباله ومشابكه ..من غير مايشعر به أى شخص .. وبيقولك إن الحالة الإقتصادية للبلاد لما تكون فى أقل مستواها بيظهر حرامى الغسيل .. وكأنه عنوان أو إشارة على أن حالة البلاد زفت .. والجوع أنتشر فى البلاد !!
ولطالما نحن فى ونسة عن أنواع الحرامية .. فلا يجب أن ننسى حرامى الأحذية من المساجد .. فينتقى أحسن الأحذية وأغلاها وأجددها .. ليلبسه فى قدمه ..ويترك مكانها حذاء قديم مهلهل .. أو شبشب زنوبة مقطوع .. وجدى - الله يرحمه – كان عنده حذاء بنى غامق برقبه والرقبة من الأستك بتاع زمان الحلو الشيك .. وكان بيلبسه يوم الجمعة على الجلابية الصوف المعتبر بتاعة المناسبات الهامة .. وفى يوم رجعت البيت من المدرسة لقيت حذاء بين الأحذية بجانب الباب قديم ..وجربان ومقطع .. فأعتقدت أن جدى أحضر ضيفا من ضيوفه الدراويش الذين كان يدعوهم لمنزلنا من وقت للتانى .. ولكنى فوجئت بضحكات ..وهمهمات فى البيت ..ولما سألت ..عرفت الحكاية وإن جدى أتسرق حذاءه .. والحرامى ساب له الحذاء الأجرب ده ..ومن يومها وجدى لايذهب للجامع إلا بأحقر وأقدم الأحذيه عنده !!!
وبظهور الأنترنت .. أو الشبكة العنكبوتيه كما يطلقون عليها ظهر حراميه جدد .. والحراميه دول أنصاف أو أرباع مثقفين .. ويمكن أقل من كد ه بكتير ..وعاملين نفسهم كتاب وصحفيين .. يكتبون على النت .. الذى وصلت صفحاته إلى الملايين أوفى الصحف التى أصبحت بالملايين أيضا .. وتملأ الأكشاك فى شوارعنا العربية .. فيسرقون مقال ا من هنا .. أو من هناك .. أو فكرة من هنا أو هناك .. وينشرونها بلا حياء وعليها أسمهم بالخط العريض .. دون خجل أو كسوف.. وكأنها سرقة مباحة !! ومسموح بها !!
ودارت ولفت الأيام وكل شيء" أنكشفن وبان" وأتضح أنه لا ضمير.. ولا رادع لهم ..لأنهم لصوص بالسليقة يريدونها بيضة مُقشرةً" لأنهم خاليين شُغل .. حمقى .. عقولهم خاوية
ونفوسهم مريضة .. وثقافتهم معدومة !! ولا يوجد لديهم أى
قدرة على الإبداع أوحتى النية في تذوق الأدب .. ومنهم اللص الغبى اللى يسرق النص بحاله .. بنقاطه ..وفصلاته ..وأقواسه .. يحمله من هذا المنتدى أو تلك المدونة ..
ومايتعبش نفسه أبدا
أبدا .. لا فى التفكير والإبداع .. ولاحتى فى الكتابة وإعادة الصياغة ..وكل اللى يعمله هو النقل للنص كما هو ( كوبى و باست ) .. وفيه حرامى تانى عامل نفسه ذكى .. فيسرق النص ولكن يكتبه بطريقة مختلفة شوية .. ولكن هو ..هو الكلام ..وهى ..هى الفكرة .. وفيه حرامى أكثر ذكاء فيسرق الفكرة فقط .. ويكتب هو الموضوع من عنده بعد مايحدد عناصره من الموضوع المسروق..ويغير العنوان .. وينام مطمئن البال ..ويقول أنا أقتبست ولم أسرق !!!
وأنا شخصيا عانيت ..ومازلت أعانى من هؤلاء اللصوص .. وبعضهم للأسف كتاب معروفين أو نصف معروفين .. وقد تحدثت مرة مع أحدهم بحضور الصديق العزيز الشاعر أحمد فؤاد نجم .. وعاتبته فى أحد موضوعاتى التى غير فيها القليل ونشرها بأسمه فى جريدة الدستور ..0 (الشىء الغريب أننى نشرت نفس المقال فى نفس الصحيقة – الدستور – قبلها بعدة سنوات وقبل إغلاق جريدة الدستور فى المرة الأولى ).. فما كان منه إلا أن هاجمنى بشدة ..متهما إياى بتشويه صورته ..وأننى أنا الحرامى الذى سرق مقاله وليس العكس .. وطلب منى إثبات أحقيتى لهذا المقال .. وكأنه مطلوب منى أن أقوم بتسجيل كل مقا ل أكتبه بالشهر العقارى لأضمن حقى .. ويجب أن أشير فى كل مقال أكتبه أن هذا المقال مسجل فى الشه ر العقارى برقم 9999 بتاريخ 7/12/1995 ..ومسجل بالشه ر العقارى لمدينة أسوان أو الإسكندرية أو جنوب سيناء .. حتى يفكر اللصوص مرتين قبل السرقة والفضيحة !! وأمام ثورته العارمه .. وصوته العالى لم أملك إلآ السكوت كأننى أنا فعلا الحرامى ..مش هو ...وأيضا لأحترام ضيافة صديقى نجم .. فما كان من الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم إلا أن هاج وماج .. وسب هذا الصحفى بأقذع الشتائم ( وكنا فى بيت أحمد فؤاد نجم بمساكن الزلزال ) .. وقال له نجم قبل أن يطلب منه مغادرة منزله مثل شعبى مصرى أخجل من إعادته هنا ولكنه هو ( ال.... علشان تلهيك ..تصرخ ..واللى فيها تجيبه فيك !! ) ..ولن أنسى لصديقى العزيز نجم هذا الموقف أبدا ..برغم عدم تأكد نجم وقتها إذا كنت أنا كاتب المقالة الحقيقى أو هو !!- وكل ماأغضبه هو الصوت العالى ..والكلام غير المهذب – وقد أثبت لنجم فيما بعد الحقيقة بأصل الموضوع منشور فى الدستور ..و مجلة روز اليوسف قبل تاريخ نشر موضوع هذا اللص بأكثر من 6 سنوات .. وبينى وبينكم من يومها وأنا لا أعلق إطلاقا على سرقة أى موضوع من موضوعاتى ..وأقول لنفسى يكفينى فخرا أن أفكارى وآرائى يتم نشرها فى العديد من الصحف والمجلات والمنتديات العربية ...
أما ختام سلسلة اللصوص .. فهم لصوص هذا الزمان ..من الحكام .. والقادة ..والزعماء الثوريين والوزراء ..والبهوات رجال الأعمال ..وغيرهم من علية القوم ...الذين يسرقون الأحلام.. والطموح .. بجانب المليارات طبعا .. ولهؤلاء.. حديث آخر يليق بهم ..وبمكانتهم الأجتماعية المرموقة !!
( ويارب المقال ده مايتسرقش زى غيره )
بقلــــم
صــلاح إدريــس
****************
تم نشر المقال فى عمودى الأسبوعى ( بالبلدى الفصيح ) عدد السبت 22 أغسطس 2009 .