مقارنات بين ماضينا ... وحاضرنا .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى مقارنتى التالية بين ماضينا وحاضرنا .. لا أعمم بين الجميع .. بل هناك أمثلة مشرفة بلا شك .. ولكننا فى زمن أصبح السىء هو القاعدة والأساس .. والطيب الشريف هو الإستثناء والأقلية ..
• المدرس زمان كان أب ..حنون .. مثقف .. محترم .. متمكن من أدواته .. قادر على توصيل المعلومة لتلاميذه ... وكان بحق القدوة .. والمثل .... واليوم .. جاهل .. جشع .. يعتدى على تلاميذه .. وتلميذاته.. لايمثل إلا نفسه .. ولايهتم إلا بمصالحه الشخصية !!
•
• الطلبة والتلاميذ زمان كانوا يحترمون المدرس ويبجلونه .. إذا صادفهم على الطريق .. تواروا بسرعة عن ناظريه .. رهبة منه .. وتقديرا وأحتراما له .. واليوم يعترضون طريقه .. داخل المدرسة قبل خارجها .. وقد يضربونه .. ويهددونه بما يحملون من مطاوى وسكاكين !!
•
• الجيران زمان كانت تربطهم المحبة والإخوة والجيرة الطيبة ... يتبادلون أنواع الطعام .. يتكافلون على الخير .. كل الأبواب مفتوحة .. وشعارهم ( النبى وصى على سابع جار ) .. مسلما كان أو مسيحيا .. أو حتى يهوديا .. واليوم لايعرف الجار من يسكن فى الشقة الملاصقة له .. يحذر أهل منزله من الأختلاط بالجيران .. يصرخ بأقذع الشتائم والسباب لأتفه الأسباب .. حتى لو القطة قلبت صفيحة الزبالة من أمام شقة جاره .. فنال بابه القليل منها !!
•
• اللصوص زمان كانوا يكتفون بالقليل .. ولا تجد لصا يسرق سكان حارته أو شارعه .. بل يحميهم ويعيد لهم المسروقات لو حدثت من لص غريب .. واليوم الكل لصوص .. بشكل أو بآخر .. فيسرق الأخ أخاه .. ويسرق العم أموال أولاد أخيه اليتامى .. ولصوص الشارع الواحد لم يعودوا يكتفون بالسرقة من جيرانهم .. بل أصبحوا يفرضون عليهم ( أتاوة ) .. ويبتزونهم فى الغداة والعشى !ّ!
•
• التحرش زمان كان أسمه معاكسة .. أو مناكشة .. ولايتعدى قول ياجميل .. ياقمر ..تقال بذوق ولطف وهدوء يحفظ للأنثى حياؤها .. ويشعرها بجمالها ... واليوم التحرش هو إعتداء جنسى صارخ فى الشارع .. والأتوبيس .. والأختطاف .. والأعتداء الجماعى على الفتيات والأطفال .. ثم القتل أحيانا بعد ذلك !!!
•
• لقمة العيش زمان إذا وجدها أحد المشاة على الأرض .. يحملها وينظفها من الأتربة .. ويبوسها .. ويضعها بجانب الحائط حتى لاتدوسها الأقدام ... واليوم العيش يداس .. ويرمى فى سلات الزبالة .. وحين نغضب نرمى الطبلية أو السفرة بما عليها من نعم الله .. دون وازع .. أو حتى وجل !!
•
• السينما والتليفزيون زمان .. كانا يحثان على الخير ..والثقافة .. والوعى .. والترفيه .. وفى كل الروايات لابد للخير أن ينتصر فى النهاية .. واليوم يعلمان طرق السرقة والنصب والقتل والجنس ..يحللان الشر .. وبفضلهما أصبح رجل الأعمال الفاسد .. اللص .. هو المثل والقدوة لشبابنا وأطفالنا .. وأصبحت النهايات سعيدة أيضا .. لكن للبلطجية واللصوص والأشرار !!!
•
• مجلة روز اليوسف زمان كانت رحما يولد منه العمالقة .. وفخرا لكل صحفى وكاتب يعمل بها .. ومنارة للعلم والثقافة.. ونبراسا ومدرسة للعمل الصحفى يهتدى بها كل الصحفيين .. واليوم هى مرتع للأفاقين .. والمنافقين .. والطبالين ... ولسان من يدفع أكثر .. ومن يملك السلطة والثروة ... ومغارة مظلمة كريهة .. يهرب منها كل صحفى شريف .. وكل قارىء محترم !!
ترى ماهو السبب فى هذه التحولات الكبيرة بين ماضينا وحاضرنا .. وهل سيكون مستقبل أولادنا وأحفادنا أسوأ .. أم أفضل ؟ إذا كان لديك ردا فأرجوك أعلمنا به ..فقد طفح كيلنا !!
بقلــم
صــلاح إدريــــس
*******************
* تم نشر المقال بجريدة ( المصرى اليوم ) عدد الإثنين 12 أكتوبر 2009 .