من الكورة للسياسة ..ياقلبى لاتحزن !!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جنوب أفريقيا ... كانت فين ؟؟ ..وبقت فين ؟؟ وجنوب وطن الإحباط والخيبة ..كان فين؟ ..وبقى فين ؟ كل العالم أنصلح حاله إلا أحنا !! العراق ..وأفغانستان..والصومال..والسودان ... ياقلبى لاتحزن !!
صرخت بها وأنا أشاهد كتيبة المصريين .. أولاد الفول والطعمية .. ضد الخواجة الإيطالى أولاد الأسباجيتى والباستافورنو .. فى مبارة كأس القارات ...
ولا يمكنكم أن تعرفوا مدى نشوتى بفوز المنتخب المصرى على إيطاليا ..بعد الليلة الكبيرة مع البرازيل ..ولأنى ميال شوية لتسييس كل حاجة ..حتى الرياضة .. فقد أعتبرت هدف حمص خازوقا فى عين ( النتن ياهو ) ..وخازوقا فى ..... أى حتة تختاروها فى الأنتن منه ( ليبرمان ) ..خصوصا وأن الأسرائيليين سخروا فى البداية .. ثم أستكبروا الفوز فى النهاية ..
ولكن كعادتنا نحن العر ب ..مانعرفش نستر أنفسنا ..ودايما نستكتر الفرحة والضحكة على نفسنا ..ولو ضحكنا من قلوبنا ..فجأة نتذكر ونقول ( اللهم أجعله خير !! ) وكأن كل ضحكة من القلب ..لازم يكون وراها شر ..ومصيبة سودة ...وأحنا بعد مباراة إيطاليا عملنا زى اللى جاب تورتة كبيرة ليحتفل بعيد ميلاده ..وزينها بالكريمة والشيكولاتة والفزدق ..واللوز ..والجوز ..والفورماسيل .. ثم فجأة ردمها بالتراب والقاذورات فى سهرة أمريكية غير متوقعة !!! فيه ناس بتقول إن المنتخب نام ليلتها من الفرحة من غير غطا !! فجالهم إسهال – ولامؤاخذه – وفضلوا طول اللي رايحين ..جايين على الحمامات لغاية ماشوية العافية اللى باقيه لهم من المباراتين الماضيتين ..راحوا خالص !! ...والأسبان أبطال أوروبا ..شربوا من نفس الكاس ..علشان ستنا وتاج راسنا أمريكا تصعد للنهائى مع البرازيل ..بعد ماكانت لمت شنطتها ..وخلاص راجعة بخيبة أمل ..ولكنها ضحكت علينا وأعطتنا أحنا خيبة الأمل ..وراحت أمريكا مطلعة لسانها للكل !!
المهم فى الموضوع أننى حسدت جنوب أفريقيا ..وأنا أشاهد الجماهير الغفيرة ..والسعيدة ..والملاعب الرائعة .. وهى اللى كانت لغاية وقت قريب جدا مثالا قذرا للإستعمار الأبيض ..والعنصرية ..وقد عانى سكانها الأصليين ( الزنوج ) من القتل ..والتدمير .. والسحق الإنسانى على يد المستوطنتين الأوربيين ..زى ماعانينا وعانى الفلسطينيين على يد دولة المستوطنين الإسرائيليين ..
تشابه كبير بيننا ..وبين جنوب أفريقيا فى الماضى .. لكن الحاضر أختلف بإختلاف النوايا ..والقناعات .. والزعامات ..والمعطيات .. .. إلى آخر ال آت .. آت ..آت . !!
فى جنوب أفريقيا ..توصل الأبيض والأسود معا من سنوات ..على إتفاق وقناعة التعايش معا فى وطن واحد .. والعمل من أجل رؤية واحدة ..وهى اللحاق بما فاتهم من ركب الحضارة والمدنية والتقدم ..!! بينما مازال الفلسطينيين والإسرائيليين لم يصلوا حتى إلى نصف هذه القناعة ( وإلى من ينوى مهاجمتى على هذه الكلمة ) أؤكد لكم أنه ليس أمام الفلسطينيين والإسرائيليين – للأسف – إلا هذا الحل ... وكذاب أى طرف من الإتنين يقول لك .. أو يدعى أنه بإمكانه إقصاء الطرف الآخر ..ورميه فى البحر ..ده كلام وهم وتهجيص كبير قوى .. لأنه زمنه فات من 50 سنة ..وصعب قوى ..قوى يحصل الكلام ده دلوقت .... والمصيبة ..والخيبة اللى بالويبة .. إن الفلسطينيين أنفسهم مختلفين مع بعض ..وكل طرف من فتح وحماس عندهم أسرى من الفلسطينيين فى سجونهم ..وبقالهم شهور وشهور بيحاولوا يتفاهموا على أى نقطة ..نقطة واحدة ..ومش قادرين ..والوفدان مقيمان فى فنادق الخمس نجوم بالقاهرة .. ( إقامة كاملة بالمشروبات FULL BOARD & ALL INCLUSIVE) فى الظهيرة يتقابلوا على طاولة المفاوضات لمدة ساعة ..ويختلفوا ..ويصرخوا !! وفى المساء يلتقون على طاولات العشاء الفاخر فى الملهى الليلى ... يشربون ..ويتسامرون ..ويضحكون معا كأخوة من أم واحدة .. وفى الصباح ترجع ريمه لعادتها القديمة ...
ولو الزعماء الإسرائيليين كانوا على مستوى الزعماء البيض فى جنوب أفريقيا .. وفى حكمتهم .. وبعد نظرهم ..ولو كان الزعماء الفلسطينيين على مستوى " مانديلا " فى الإخلاص لشعبه وقضاياه ..لكان من الممكن حل القضية الفلسطينية من سنوات وعقود طويلة ..من غير ماأرجلنا تغرس فى طين الحروب ..والتخلف ..والتعصب ..والكراهية المتبادلة !!! وتشل هذه الأرجل عن التقدم خطوة واحدة ملحة وضرورية نحو مستقبل الأطفال الفلسطينيين ..
لكن ( النتن ياهو ) طرح فكرة سخيفة وبايخة ..وهى ( دولة فلسطينية ورقية ) بدون سلاح ..ولا جيش ..تحت القيادة الإسرائيلية ..ودولة عبرية للأبد ..وحجته – للأسف ..وللأسف الشديد – هى أختلاف الفلسطينيين فيما بينهم ..وأنهم غير قادرين على حل مشاكلهم ..فكيف سيحلون المشاكل معنا ..ثم من الذى سنجلس معه ونتفاوض ويمثل الفلسطينيين ( والكلام للنتن ياهو ) .. لا ..لا .. ياجماعة ..وياعالم متمدين .. الأفضل لهؤلاء الهمج .. أن يقبلوا مانعرضه عليهم ..وسنوفر لهم الحماية – إذا لزم الأمر - شفتم النتن إبن النتن .. بيقول أيه !!! لكن بصراحة ( واللى يزعل ..يزعل ) أنا شايف إن الأنتن من النتن ياهو ..هما الأخوان اللى ماسكين فى رقاب بعض ..والهدف مصالح شخصية بحتة ..وفلوس ..وكراسى حكم حاتجيب فلوس أكثر ... والشعب الفلسطينى البطل الشجاع ..هو الضحية بكل أسف ..
كل ده بيؤكد إننا مقبلون على الأسوأ ..وأن الأوضاع فى غزة مرشحة للمزيد من العنف والدماء والصراع والكراهية ..بين الفلسطينيين وبعضهم البعض من ناحية ...ومن ناحية أخرى صراعهم مع الإسرائيليين ..
وإن مر يوم ..ولا سنة ..ولا حتى خمسون سنة أخرى ..فالأكيد أنه فى النهاية سيصل الشعبين الفلسطينى والإسرائيلى إلى قناعة التعايش معا تحت دولة واحدة تضم المسلمين والمسيحييين واليهود معا ..والشعارات التحريضية .. وثقافة الكراهية والحقد .. ستوضع بجانب فظائع الحرب القذرة ..فى متحف موحش يخجل حتى المجانين من النظر اليه..
وسنرى بوضوح تفاهة الإنسان ..!! وتأليه وتقديس كرسى الحكم !! حتى بين العمائم وأسيادنا الملالى ..ولقد حان الوقت للأعتراف سرا وعلانية بأن ( ولاية العمائم ) قد أنضمت تاريخيا وبجدارة .. إلى سلسلة تجارب الحكم ..المستبدة ..والفاشلة !! .
وملاحظة وقفت أمامها كثيرا وهى أن الجنوب .. أى جنوب فى أى بلد ( خاصة فى العالم الثالث ) .. تلاقيه ياولداه .. ضعيف ..وفقير ..ومتخلف .. ومافيش حد مهتم به .. أو يسأل عنه .. كالمريض الجربان !! لماذا ؟ لا أعرف .. وياريت ألاقى إجابة على سوالى ..وبعيدا عن صحافة النص كم !!
بقلــم
صــلاح إدريـــس
*********************************
نشرت بعمودى الأسبوعى ( بالبلدى الفصيح ) عدد السبت 20 يوليو 2009
