مــنــتــديــات بـــــلاد الـــــدهــــب

مرحبا بكم في شبكة بـــلاد الـــدهـــب

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مــنــتــديــات بـــــلاد الـــــدهــــب

مرحبا بكم في شبكة بـــلاد الـــدهـــب

مــنــتــديــات بـــــلاد الـــــدهــــب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
مــنــتــديــات بـــــلاد الـــــدهــــب

شـــبـــكـــة شـــبـــابـــيـــة نـــوبـــيـــة


    الصحابة فى رمضان .

    صلاح ادريس
    صلاح ادريس
    شخصيه هامه
    شخصيه هامه


    الصحابة فى رمضان . Empty الصحابة فى رمضان .

    مُساهمة من طرف صلاح ادريس الإثنين 17 أغسطس 2009, 3:48 am

    [center]بسم الله الرحمن الرحيم
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    (الأخوة الكرام بإدارة الموقع .. أتعشم التكرم بتثبيت الموضوع حتى نهاية شهر رمضارن المبارك) .
    *****
    الصحابة فى رمضان
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    أهلى وناسى وأصدقائى الأعزاء ..
    كل عام وأنتم وأسركم بخير .. وصحة .. وراحة بال .. بحلول شهر رمضان المبارك .. شهر الرحمة .. والمغفرة .. وعبادة الله ..الواحد .. الأحد .
    لقد فكرت كثيرا عما أقدمه لكم قبل وأثناء هذا الشهر الكريم .. وحين أعيانى التفكير والحيرة عن الكثير الذى يمكن أن يقدم فى هذا الشهر الكريم .. قررت أن أقوم بجولة سريعة بين أمهات الكتب والتراث الإسلامى العظيم .. وأيضا الشبكة العنكبوتية العجيبة .. وأخيرا هدانى الله لأمر أحسبكم كلكم ستوافقوننى عليه .. وهو بما أننا خلال العامين الماضيين لم نتخلف جمعة واحدة بحمد الله عن سير صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم العطرة .. ونأخذ منها القدوة .. والمثل .. والعبرة .. فلماذا إذا نختلف فى هذا الشهر المبارك .. وهو الأولى بأن نقتدى فيه بسلوك صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ونرى كيف كانوا يقضون أيام رمضان فى صدر الإسلام .. وقد جمعت الكثير حول هذا الموضوع .. وسأحاول إختصاره بقدر الإمكان .. وتبسيطه .. ولكن لابد لى من الإشارة إلى أن الموضوع ليس من كتاباتى الشخصية .. بل هو تجميع من الكتب .. ومن الشبكة العنكبوتية .. ولم أضيف إلا القليل جدا ..وأدعو الله أن يجد قولى قبولا لديكم .. وأن تأخذوا منه القدوة والمثل .. لننعم بأفضل .. وأخير شهر .. شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن .. هدى للناس ورحمة ..
    *****
    خص الله شهر رمضان عن غيره من الشهور بكثير من الخصائص والفضائل منها:
    - خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك.
    - تستغفر الملائكة للصائمين حتى يفطروا.
    - يزين الله في كل يوم جنته ويقول: يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤونة والأذى ثم يصيروا إليك.
    - تصفد فيه الشياطين.
    - تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق أبواب النار.
    - فيه ليلة القدر وهي خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم الخير كله.
    - يغفر للصائمين في آخر ليلة من رمضان.
    - لله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة من رمضان.

    أهلى وناسى وأصدقائى الأعزاء : شهر هذه خصائصه وفضائله بأي شيء نستقبله ؟ بالانشغال باللهو وطول السهر، أو نتضجر من قدومه ويثقل علينا نعوذ بالله من ذلك كله.
    ولكن العبد الصالح يستقبله بالتوبة النصوح.. والعزيمة الصادقة على اغتنامه.. وعمارة أوقاته بالأعمال الصالحة.. سائلين الله الإعانة على حسن عبادته.

    وإليكم أيها الأهل والأصدقاء الأعمال الصالحة التي تتأكد في رمضان:

    1 ـ الصوم: قال صلى الله عليه وسلم : « كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ... يقول عز وجل: إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به.. ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي.. للصائم فرحتان.. فرحة عند فطره.. وفرحة عند لقاء ربه. ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ... وقال صلى الله عليه وسلم : من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه.. ولا شك أن هذا الثواب الجزيل لا يكون لمن امتنع عن الطعام والشراب فقط.. وإنما كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : من لم يدع قول الزور والعمل به.. فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه وقال صلى الله عليه وسلم : الصوم جنة.. فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث.. ولا يفسق.. ولا يجهل.. فإن سابّه أحد فليقل إني امرؤ صائم ..فإذا صمت - يا عبد الله - فليصم سمعك.. وبصرك.. ولسانك وجميع جوارحك.. ولا يكن يوم صومك ويوم فطرك سواء.

    2 ـ القيام: قال صلى الله عليه وسلم : من صام رمضان إيماناً واحتساباً.. غفر له ما تقدم من ذنبه ..( وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى اْلأرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً . وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً ( الفرقان:63- 64 ).. وقد كان قيام الليل دأب النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه... قالت عائشة رضي الله عنها: لا تدع قيام الليل.. فإن رسول الله كان لا يدعه.. وكان إذا مرض أو كسل صلى قاعداً .

    وكان عمر بن الخطاب يصلي من الليل ما شاء الله.. حتى إذا كان نصف الليل أيقظ أهله للصلاة.. ثم يقول لهم الصلاة الصلاة.. ويتلو: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى (طه:132) وكان ابن عمر يقرأ هذه الآية: أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ (الزمر:9).

    قال: ذاك عثمان بن عفان رضي الله عنه، قال ابن أبي حاتم: وإنما قال ابن عمر ذلك لكثرة صلاة أمير المؤمنين عثمان بالليل وقراءته حتى أنه ربما قرأ القرآن في ركعة.

    وعن علقمة بن قيس قال: ( بت مع عبد الله بن مسعود ليلة فقام أول الليل ثم قام يصلي، فكان يقرأ قراءة الإمام في مسجد حيه يرتل ولا يراجع.. يسمع من حوله ولا يرجع صوته.. حتى لم يبق من الغلس إلا كما بين أذان المغرب إلى الانصراف منها ثم أوتر. )

    وفي حديث السائب بن زيد قال: ( كان القارئ يقرأ بالمئين - يعني بمئات الآيات - حتى كنا نعتمد على العصي من طول القيام قال: وما كانوا ينصرفون إلا عند الفجر ).

    تنبيه: ينبغي لكم أهلى وناسى أن تكملوا التراويح مع الإمام حتى تكتبوا في القائمين.. فقد قال صلى الله عليه وسلم: من قام مع إمامه حتى ينصرف كتب له قيام ليلة
    3 ـ الصدقة: كان رسول الله أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان.. كان أجود بالخير من الريح المرسلة.. وقد قال صلى الله عليه وسلم : أفضل الصدقة صدقة في رمضان ..
    روى زيد بن أسلم عن أبيه قال : سمعت عمر بن الخطاب يقول: أمرنا رسول الله أن نتصدق ووافق ذلك مال عندي.. فقلت اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوماً.. قال فجئت بنصف مالي.. فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أبقيت لأهلك ..فقلت مثله، وأتى أبو بكر بكل ما عنده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أبقيت لهم؟ قال: أبقيت لهم الله ورسوله، قلت: لا أسابقك إلى شيءٍ أبداً..

    وعن طلحة بن يحيى بن طلحة.. قال: حدثتني جدتي سعدي بنت عوف المرية.. وكانت محل إزار طلحة بن عبيد الله قالت : دخل علي طلحة ذات يوم وهو خائر النفس فقلت : مالي أراك كالح الوجه؟ وقلت: ما شأنك أرابك مني شيء فأعينك ؟ قال: لا و لنعم حليلة المرء المسلم أنت. قلت: فما شأنك؟ قال: المال الذي عندي قد كثر وأكربني..قلت: ما عليك.. اقسمه، قالت: فقسمه حتى ما بقي منه درهم واحد.. قال طلحة بن يحيى: فسألت خازن طلحة كم كان المال ؟ قال: أربعمائة ألف.
    * تابع الاجزء الثانى لأسفل .
    بقلــم
    صــلاح إدريــس
    صلاح ادريس
    صلاح ادريس
    شخصيه هامه
    شخصيه هامه


    الصحابة فى رمضان . Empty رد: الصحابة فى رمضان .

    مُساهمة من طرف صلاح ادريس الإثنين 17 أغسطس 2009, 3:54 am



    الصحابة فى رمضان ( الجزء الثانى )
    ــــــــــــــــــــــــــــــــ
    5 ـ الجلوس في المسجد حتى تطلع الشمس: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى الغداة - أي الفجر - جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس .. فيا أخي للصدقة في رمضان مزية وخصوصية فبادر إليها واحرص على آدائها بحسب حالك...ولها صور كثيرة منها:

    أ ـ إطعام الطعام: قال الله تعالى(وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً . إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً . إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً . فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً . وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً ) (الإنسان:8-12)
    فقد كان السلف الصالح يحرصون على إطعام الطعام ويقدمونه على كثير من العبادات. سواء كان ذلك بإشباع جائع.. أو إطعام أخ صالح.. فلا يشترط في المطعم الفقر. قال رسول الله : يا أيها الناس أفشوا السلام.. وأطعموا الطعام.. وصلوا الأرحام.. وصلوا بالليل والناس نيام.. تدخلوا الجنة بسلام .. وقد قال بعض السلف لأن أدعو عشرة من أصحابي فأطعمهم طعاماً يشتهونه أحب إلى من أن أعتق عشرة من ولد إسماعيل.

    وكان كثير من السلف يؤثر بفطوره وهو صائم.. منهم عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما.. وداود الطائي ومالك بن دينار.. وأحمد بن حنبل.. وكان ابن عمر لا يفطر إلا مع اليتامى والمساكين.. وربما علم أن أهله قد ردوهم عنه فلم يفطر في تلك الليلة.

    وكان من السلف من يطعم إخوانه الطعام وهو صائم ويجلس بخدمهم ويروّحهم… منهم الحسن وابن المبارك.

    قال أبو السوار العدوي: ( كان رجال من بني عدي يصلون في هذا المسجد، ما أفطر أحد منهم على طعام قط وحده.. إن وجد من يأكل معه أكل.. وإلا أخرج طعامه إلى المسجد فأكله مع الناس وأكل الناس معه )

    وعبادة إطعام الطعام.. ينشأ عنها عبادات كثيرة منها: التودد والتحبب إلى إخوانك الذين أطعمتهم فيكون ذلك سبباً في دخول الجنة: ( لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا ) كما ينشأ عنها مجالسة الصالحين واحتساب الأجر في معونتهم على الطاعات التي تقووا عليها بطعامك.

    ب ـ تفطير الصائمين: قال صلى الله عليه وسلم : من فطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء .. وفي حديث سلمان: (من فطر فيه صائماً كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار.. وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء ).. قالوا: يا رسول الله ليس كلنا يجد ما يفطر به الصائم.. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يعطي الله هذا الثواب لمن فطر صائماً على مذقة لبن أو تمرة أو شربة ماء.. ومن سقى صائماً سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ بعدها.. حتى يدخل الجنة .

    4 ـ الاجتهاد في قراءة القرآن: سأذكركم يا أهلى وناسى وأصدقائى الأعزاء هنا بأمرين عن حال السلف الصالح:

    أ ـ كثرة قراءة القرآن.

    ب ـ البكاء عند قراءته أو سماعه خشوعاً وإخباتاً لله تبارك وتعالى.

    كثرة قراءة القرآن: شهر رمضان هو شهر القرآن.. فينبغي أن يكثر العبد المسلم من قراءته.. وقد كان من حال السلف العناية بكتاب الله.. فكان جبريل يدارس النبي القرآن في رمضان.. وكان عثمان بن عفان يختم القرآن كل يوم مرة.. وكان بعض السلف يختم في قيام رمضان كل ثلاث ليال.. وبعضهم في كل سبع.. وبعضهم في كل عشر.. فكانوا يقرءون القرآن في الصلاة وفي غيرها.. فكان للشافعي في رمضان ستون ختمة.. يقرؤها في غير الصلاة.. وكان قتادة يختم في كل سبع دائماً.. وفي رمضان في كل ثلاث.. وفي العشر الأواخر في كل ليلة.. وكان الزهري إذا دخل رمضان يفر من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم.. ويقبل على تلاوة القرآن من المصحف.. وكان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة.. وأقبل على قراءة القرآن.. وقال ابن رجب: إنما ورد النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث على المداومة على ذلك.. فأما في الأوقات المفضلة كشهر رمضان... والأماكن المفضلة كمكة لمن دخلها من غير أهلها فيستحب الإكثار فيها من تلاوة القرآن اغتناماً لفضيلة الزمان والمكان.. وهو قول أحمد وإسحاق وغيرهما من الأئمة.. وعليه يدل عمل غيرهم.. كما سبق.
    * تابع الجزء الثالث والأخير بالأسفل
    بقلــم
    صــلاح إدريــس
    صلاح ادريس
    صلاح ادريس
    شخصيه هامه
    شخصيه هامه


    الصحابة فى رمضان . Empty رد: الصحابة فى رمضان .

    مُساهمة من طرف صلاح ادريس الإثنين 17 أغسطس 2009, 3:55 am

    الصحابة فى رمضان ( الجزء الثالث ) .
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


    البكاء عند تلاوة القرآن: لم يكن من هدي السلف هذّ القرآن هذّ الشعر دون تدبر وفهم.. وإنما كانوا يتأثرون بكلام الله عز وجل ويحركون به القلوب... ففي البخاري عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله : اقرأ علي ... فقلت: أقرأ عليك وعليك أنزل؟ فقال: إني أحب أن أسمعه من غيري .. قال فقرأت سورة النساء حتى إذا بلغت(فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيداً ) (النساء:41) قال: حسبك فالتفت فإذا عيناه تذرفان.. وأخرج البيهقي عن أبي هريرة قال: لما نزلت: (أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ . وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ ) (النجم:60،59).. فبكى أهل الصفة حتى جرت دموعهم على خدودهم.. فلما سمع رسول الله حسهم بكى معهم فبكينا ببكائه... قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يلج النار من بكى من خشية الله وقد قرأ ابن عمر سورة المطففين حتى بلغ: ( يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ) ( المطففين:6).. فبكى حتى خر.. وامتنع من قراءة ما بعدها... وعن مزاحم بن زفر قال: صلى بنا سفيان الثوري المغرب فقرأ حتى بلغ(إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) (الفاتحة:5) بكى حتى انقطعت قراءته، ثم عاد فقرأ الحمد.

    وعن إبراهيم بن الأشعث قال: سمعت فضيلا يقول ذات ليلة وهو يقرأ سورة محمد، وهو يبكي ويردد هذه الآية(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ ) (محمد:31).. وجعل يقول: ونبلو أخباركم.. ويردد وتبلوا أخبارنا.. إن بلوت أخبارنا فضحتنا وهتكت أستارنا.. إنك إن بلوت أخبارنا أهلكتنا وعذبتنا.. ويبكي

    وأخرج الترمذي عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس.. ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة .. هذا في كل الأيام فكيف بأيام رمضان؟

    فيا أهلى وناسى .. رعاكم الله استعينوا على تحصيل هذا الثواب الجزيل بقيام الليل.. والاقتداء بالصالحين، ومجاهدة النفس في ذات الله وعلو الهمة لبلوغ الذروة من منازل الجنة.

    6 ـ الاعتكاف: « كان النبي يعتكف في كل رمضان عشرة أيام.. فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوماً ..فالاعتكاف من العبادات التي تجمع كثيراً من الطاعات من التلاوة والصلاة والذكر والدعاء وغيرها.

    وقد يتصور من لم يجربه صعوبته وشقته، وهو يسير على من يسره الله عليه.. فمن تسلح بالنية الصالحة.. والعزيمة الصادقة أعانه الله. وأكد الاعتكاف في العشر الأواخر تحرياً لليلة القدر.. وهو الخلوة الشرعية فالمعتكف قد حبس نفسه على طاعة الله وذكره.. وقطع عن نفسه كل شاغل يشغله عنه.. وعكف قلبه وقالبه على ربه وما يقربه منه.. فما بقي له هم سوى الله وما يرضيه عنه.

    7 ـ العمرة في رمضان: ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: عمرة في رمضان تعدل حجة.. وفي رواية ( حجة معي ) فهنيئاً لكم ـ يا أخوانى ـ بحجة مع النبي .

    8 ـ تحري ليلة القدر: قال الله تعالى(إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ . وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ . لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ) (القدر:1-3) وقال صلى الله عليه وسلم : من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه..وكان النبي يتحرى ليلة القدر ويأمر أصحابه بتحريها وكان يوقظ أهله ليالي العشر رجاء أن يدركوا ليلة القدر. وفي المسند عن عبادة مرفوعاً: من قامها ابتغاءها ثم وقعت له غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وللنسائي نحوه، قال الحافظ: إسناده على شرط الصحيح.

    وورد عن بعض السلف من الصحابة والتابعين والاغتسال والتطيب في ليالي العشر تحرياً لليلة القدر التي شرفها الله ورفع قدرها... فيا من أضاع عمره في لا شيء.. استدرك ما فاتك في ليلة القدر.. فإنها تحسب من العمر.. العمل فيها خير من العمل في ألف شهر سواها..من حُرِم خيرها فقد حُرم.

    وهي في العشر الأواخر من رمضان.. وهي في الوتر من لياليه الآخرة.. وأرجى الليالي سبع وعشرين.. لما روى مسلم عن أبي بن كعب رضي الله عنه: ( والله إني لأعلم أي ليلة هي، هي الليلة التي أمرنا رسول الله بقيامها، وهي ليلة سبع وعشرين ). وكان أُبي يحلف على ذلك ويقول: ( بالآية والعلامة التي أخبرنا بها رسول الله ، أن الشمس تطلع صبيحتها لا شعاع لها ).

    وعن عائشة قالت: يا رسول الله إن وافقت ليلة القدر ما أقول؟ قال صلى الله عليه وسلم : قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ..

    9 ـ الإكثار من الذكر والدعاء والاستغفار: أخوانى الكرام: أيام وليالي رمضان أزمنة فاضلة فاغتنموها بالإكثار من الذكر والدعاء وبخاصة في أوقات الإجابة ومنها:

    - عند الإفطار فللصائم عند فطره دعوة لا ترد.

    - ثلث الليل الآخر حين ينزل ربنا تبارك وتعالى ويقول: هل من سائل فأعطيه هل من مستغفر فأغفر له.

    - الاستغفار بالأسحار: قال تعالى: (وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) (الذاريات:18).

    وأخيراً.. أهلى وناسى وأصدقائى الأعزاء .. وبعد هذه الجولة في رياض الجنة نتفيء ظلال الأعمال الصالحة.. أنبهكم إلى أمر مهم... إنه الإخلاص.. نعم الإخلاص.. فكم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش؟ وكم من قائم ليس له من قيامه إلا السهر والتعب؟ أعاذنا الله وإياك من ذلك. ولذلك نجد النبي يؤكد على هذه القضية.. (إيماناً واحتساباً ). وقد حرص السلف على إخفاء أعمالهم خوفاً على أنفسهم.

    فهذا التابعي الجليل أيوب السختياني يحدث عنه حماد بن زيد فيقول: ( كان أيوب ربما حدث بالحديث فيرق فيلتفت فيتمخط ويقول: ما أشد الزكام؟ يظهر أنه مزكوم لإخفاء البكاء ). وعن محمد بن واسع قال: ( لقد أدركت رجالاً كان الرجل يكون رأسه مع رأس امرأته على وسادة وقد بلّ ما تحت خده من دموعه.. لا تشعر به امرأته... ولقد أدركت رجالاً يقوم أحدهم في الصف فتسيل دموعه على خده ولا يشعر به الذي جنبه .

    وكان أيوب السختياني يقوم الليل كله فيخفي ذلك فإذا كان عند الصباح رفع صوته كأنه قام تلك الساعة... وعن ابن أبي عدي قال: ( صام داود بن أبي هند أربعين سنة لا يعلم به أهله وكان خرازاً يحمل معه غذاءه من عندهم فيتصدق به في الطريق.. ويرجع عشياً فيفطر معهم.

    قال سفيان الثوري: ( بلغني أن العبد يعمل العمل سراً، فلا يزال به الشيطان حتى يغلبه فيكتب في العلانية، ثم لا يزال به الشيطان حتى يحب أن يحمد عليه فينسخ من العلانية فيثبت في
    الرياء ).
    أخواني.. أظن أني قد أطلت عليكم وأنا أحثكم على اغتنام الوقت.. قطعت عليكم الوقت. ولكن أتأذنون لي أن نعرج سوياً على ظاهرة خطيرة وبخاصة في رمضان. إنها ظاهرة إضاعة الوقت وتقطيعه في غير طاعة الله.. إنها الغفلة والإعراض عن الرحمات والنفحات الإلهية، فاللهم ثبت إيمانننا .. وتقبل صومنا .. وأجعله كما تحب .. وأجعل شهر رمضان هو شهر تقربنا اليك .. وأكد فى قلوبنا حبك .. وحب نبيك صلى الله عليه وسلم .. وأجعل كل أعمالنا هى إقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابه الأخيار .
    بقلـــــم
    صــلاح إدريــــــس

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 24 نوفمبر 2024, 1:20 am